حديث في فضل سداد الدين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في الإسلام منَ الأحكامِ ما ييسرُ أمورَ النّاسِ في الحياةِ، ومنَ الأمورِ الّتي شرعها الإسلامُ للتّيسيرِ عليهمْ الدَّينُ، وقدْ كانَ للدَّينِ أحكامهُ التّي حرصَ الإسلامُ على جلبِ المنفعة والحرصِ على أموالِ النّاسِ وكسبِ الأجرِ والثّوابِ في تيسيرِ أحوالِ النّاسِ، وحثَّ الإسلامُ على سدادِ الدينِ، وسنعرضُ حديثاً في فضلِ النِّيَّةِ في سدادِ الدّينِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدَّثَنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الله الأُويسيُّ، حدّثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عنْ ثورِ بنِ زيدٍ، عنْ أبي الغيثِ، عنْ عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال: (منْ أخذَ أموالَ النَّاسِ يريدُ أداءها أدّى اللهُ عنهُ، ومنْ أخذَ يريدُ إتلافها أتلفهُ اللهُ). رقمُ الحديثِ: 2387)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ في الاستقراض؛ بابُ منْ أخذَ أموالَ النّاسِ يريدُ أداءها وإتلافها، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أما رجالُ سندِ الحديثِ فهم:

  • عبدُ العزيز بنً عبدِاللهِ الأويسيُّ: وهوَ أبو القاسمِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأويسيُّ القرشيُّ، منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • سليمانُ بنُ بلالٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ بلالٍ القرشيُّ التّيميُّ (ت:177هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • ثور بنُ زيدٍ: وهوَ ثورُ بنُ زيدٍ الدّيليُّ المدنيُّ (ت:135هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • أبو الغيثِ: وهوَ سالمُ أبو الغيثِ المدنيُّ، مولى عبدُ اللهِ بنِ مطيعٍ القرشيِّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيةِ الدّينِ والاستقراض، وأجرُ منْ نوى سدادَ الدَّينِ وإثمُ منْ أرادَ إتلافه، وهي في طريقِ الدّينِ أو الإجارةِ أو ما كانَ في طريقِ المتاجرةِ بأموالِ الغيرِ، وقدْ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في تيسيرِ سدادِ الدَّينِ لمنْ أرادَ سدادهُ ولو لقيَ عسرةً أو تضييقاً في أداءهِ، ومنْ أرادَ إتلافهُ أتلفَ اللهُ رزقهُ في الدُّنيا، وقدْ يكونُ ذلكَ الإتلافُ يومَ القيامةِ بحملِ أوزارِ ذلكَ المالِ في صحيفته وحسابهِ، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • مشروعيةُ الدّينِ والاستقراض للتّيسيرِ على النّاسِ.
  • تيسيرُ سدادَ الدّينِ لمنْ نوى السّدادَ، والتّضييقُ على منْ أرادَ الإتلافَ ونوى ذلكَ في أموالِ الغيرِ.

شارك المقالة: