حديث في قبول الطيب من العمل

اقرأ في هذا المقال


إنَّ اللهَ تعالى خلقَ الحلالَ والحرامَ وبيَّنَهُ للنَّاسِ، وبيَّنَهُ لأنبيائه ليوضِّحوهُ للنّاسِ، وقدْ جاءَ في الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ ما يوضحُ ذلكَ، وما يبيِّنُ أنَّ اللهَ لا يقبلُ إلّا الطّيِّبَ الخالصَ في نيَّتِهِ منَ الأعمالِ والأقوالِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثني أبو كريبٍ مُحمَّدُ بنُ العلاءِ، حدَّثَنا أبو أسامةَ، حدَّثَنا فُضيلُ بنُ مرزوقٍ، حدَّثني عديُّ بنُ ثابتٍ، عنْ أبي حازمٍ، عنْ أبي هريرَةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أيُّها النّاسُ، إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّباً، وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بهِ المرسلينَ، فقالَ”ياأيُّها الرُّسلُ كُلوا منَ الطَّيِّباتِ واعملوا صالجاً إنِّي بما تعملونَ عليمٌ”، وقالَ:”يا أيُّها الّذينَ آمنوا كلوا منْ طيِّباتِ ما رزقناكم” ثُمَّ ذكرَ الرَّجلُ يطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديهِ إلى السَّماءِ: ياربِّ ياربِّ، ومطعمُهُ حرامٌ، ومشربهُ حرامٌ، وملبسهُ حرامٌ، وغُذِّيَ بالحرامِ، فأنَّى يُستجابُ له). رقمُ الحديثِ:1015)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يرويهِ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصَّحيحِ، في كتابِ الزَّكاةِ؛ بابُ قبولُ الصَّدقةِ منَ الكسبِ الطَّيِّبِ، والحديثُ مرويٌّ منْ طريقِ أبي هريرَةَ عبدُ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ، منْ كبارِ المُحدِّثينَ المكثرينَ للرِّوايةِ عنْ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأمَّ بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  1. أبو كريبِ: وهوَ مُحمَّدُ بنُ العلاءِ الهمدانيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ، وكانتْ حياته بين (161ـ247هـ).
  2. أبو أُسامةَ: وهوَ حمَّادُ بنُ أسامَةَ بنِ زيدٍ القُرشيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباعِ التَّابعينَ، وحياتُهُ121ـ201هـ).
  3. فضيلُ بنُ مرزوقٍ: وهو فضيلُ بنُ مرزوقٍ الرُّقاشيُّ، منَ المُحدِّثينَ منْ أتباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ في (160هـ).
  4. عديُّ بنُ ثابتٍ: وهوَ عديُّ بنُ ثابتٍ الأنصاريُّ الكوفيُّ، منْ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ، وكانتْ وفاتُهُ في (116هـ).
  5. أبو حازمٍ: وهوَأبو حازمٍ الأشجعيِّ، كانَ مولىً لعزَّةَ الأشجعيَّةَ، وهوَ منَ التَّابعينَ، ووفاتُهُ في (100هـ).

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى قبولِ الطيِّبِ منَ الأعمالِ فقط، وهوَ ماكانَ خالياً منَ النِّفاقِ والرِّياءِ، وذكرَ الحديثُ صفةَ الطيبِ للهِ تعالى، ومعناها أنَّ اللهُ منزَّهُ عنِ النَّقصِ ويحملُ معنى التنزيهِ لله تعالى، وقدْ دعا الحديثُ إلى ضرورةِ الحلالِ في الكسبِ والمأكلِ والمشربِ، ونهى عنْ التَّبذيرِ والإسرافِ، وأنَّ المسلمَ إذا أصيبَ بالحرامِ في ما ذكرَ في حياتِهِ كانَ بعيداً عنْ استجابَةِ الدُّعاءِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • اللهُ منزَّهُ عنِ النَّقصِ والعيبِ والخللِ.
  • اللهُ يقبلُ العملَ خالصاً لوجهه عزَّ وجلَّ.
  • ضرورة الكسبِ الحلالِ، والبعدِ عنِ الحرامِ.
  • صاحبُ العملِ الطِّيِّبِ مستجابُ الدُّعاءِ.

شارك المقالة: