لقدْ جاءَ الإسلامُ ليحرّم جملّة منَ المحرّماتِ الّتي تفتكَ بالمجتمعِ الإسلاميّ ومنها كبيرة الرّبا، لما للرّبا منْ آثارٍ تعود على الفردِ والجماعة، ولقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ حرمته ولعن كلّ منْ يتعاملُ به، وسنعرضُ حديثاً في حرمة الرّبا ونتائجه.
الحديث
أوردَ الإمامُ التّرمذيُّ يرحمهُ الله في الجامع الصّحيح: ((حدّثنا قتيبةُ، حدّثنا أبو عوانةَ، عنْ سماكِ بنِ حربٍ، عنْ عبدِ الرّحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ، عنِ ابنِ مسعودٍ، قال: لعنَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ آكلَ الرّبا، ومؤكله، وشاهديه وكاتبيه)). حكمُ الحديثِ صحيحٌ ورقمه: (1206).
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى بنِ سورة التّرمذيُّ يرحمهُ الله في الجامع الصّحيح في أبوابِ البيوعِ عنْ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ، بابُ: (ما جاءَ في آكلِ الرّبا)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ الله بنُ مسعودِ بنِ غافلٍ الهذليُّ الكوفيُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ النّبويِّ منَ الصّحابةِ الكرام، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- قتيبة: وهوَ أبو رجاءٍ، قتيبةُ بنُ سعيدِ بنِ جميلٍ الثّقفيٌّ (148ـ240هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقات منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- أبو عوانةَ: وهوَ الوضّاحُ بنُ عبدِ الله اليشكريُّ الواسطيُّ (122ـ1756هـ)، وهوَ راوٍ ثقةٌ للحديثِ منْ أتباع التّابعين.
- سماك بن حربٍ: وهوَ أبو المغيرة، سِماكُ بنُ حربِ بنِ أوسٍ الذّهليُّ (ت: 123هـ)، وهوَ منْ ثقات رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.
- عبد الرّحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ: وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ الهذليُّ (ت:79هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقات في الحديثِ ويروي الحديثِ عنْ أبيه.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى حرمة كبيرةٍ منَ الكبائر الّتي بيّنها الحديث وهي كبيرةُ الرّبا، وقدْ أشارَ الحديثُ إلى حرمة الرّبا لما لحقَ صاحبها منْ لعنة النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم لها ولمنْ كانَ طرفاً بها، ومنَ المعلومِ أنّ أي معصية يلحقُ بصاحبها اللّعنة هي كبيرةٌ منَ الكبائر، وقدْ لعنَ النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلامُ آكلَ الرّبا ومؤكله وشاهديه وكاتبيه، وثدْ وصفَ بآكل الرّبا لأنّ الأكلَ منْ أعظمِ أنواع الانتفاعِ لعظمِ المعصية ومنه قولَ الله تعالى: (إنّ الّذي يأكلونَ أموال اليتامى ظلماً).
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- حرمة كبيرة الزّنا لآثارها.
- اللعنة لآكل الرّبا ومؤكله وشاهديه وكاتبيه لعظمِ ما صنعوا.