لقدْ فرضَ الله تعالى عباداتِ الإسلامِ على المسلمينَ، وجعلَ القيامَ بها فرضُ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة، ومنْ أهمِّ عباداتِ الإسلامِ هي الصّلاةُ، وقدْ جعلَ الإسلامُ الصّلاةَ عمودَ الدّينِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حكمَ تاركها في الحديثِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ يحيى التّميميُّ، وعثمانُ بنُ أبي شيبةَ كلاهما، عنْ جريرٍ، قالَ يحيى: أخبرنا جريرٌ عنِ الأعمشِ، عنْ أبي سفيانَ، قال: سمعتُ جابراً يقولُ: سمعتُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: “إنَّ بينَ الرّجلِ وبينَ الشّركِ والكفرِ تركُ الصّلاةِ”)). رقمُ الحديث: 134.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتاب الإيمانِ، بابُ: (كفرُ منْ تركَ الصّلاةَ)، والحديثُ النّبويُّ المذكورُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ جابرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ حرامٍ الأنصاريّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، وبقيّةُ رجالِ الحديثِ في السّندِ هم:
- يحيى بنُ يحيى: وهوَ أبو زكريا، يحيى بنُ يحيى بنِ بكرٍ التّميميُّ والمعروفِ بريحانةِ نيسابورَ (142ـ226هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديث منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو الحسنِ، عثمانُ بنُ محمّدِ بنِ إبراهيمَ العبسيّ (156ـ239هـ)، وهوَ منَ الثّقات منْ تبعِ الأتباعِ.
- جريرٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ الضّبّيُّ (110ـ188هـ)، وهو منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- الأعمشِ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأسديُّ والمعروفِ بالأعمشِ (61ـ145هـ)، وهوَ منْ كبار المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
- أبو سفيانَ: وهوَ طلحةُ بنُ نافعٍ القرشيُّ، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ المحدّثينَ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويّ المذكور إلى حكمِ تاركِ الصّلاةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ الفرقَ بينَ المسلمِ والكافرِ هوَ إقامةُ الصّلاةِ، وأنّ تاركها منْ أهل الكفر والشّركِ، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ بكفرِ منْ تركَ الصّلاةَ عامداً متعمّداً مستحلّاً حرمةٌ تركها، وأنّ منْ تركها تكاسلاً وتقاعساً فأمرهُ إلى الله تعالى إنْ شاءَ عذّبهُ وإنْ شاءَ أدخله الجنّةَ، وفي الحديثِ بيانُ لأهميّةِ إقامةِ الصّلاةِ للمسلمينَ وأنّها هي حاجزهمْ عنِ الكفرِ والشّركِ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ الصّلاةِ على المسلمينَ.
- كفرُ تاركِ الصّلاةِ إذا استحلَّ حرمةُ ذلكَ.