حديث في كيفية قيام النبي برمضان

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كان قيامُ الليلِ فريضةٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ حريصاً عليهِ، مستمراً به، وكانَ يقومُ اللّيلَ حتَّى تتورَّمَ قدماهُ، وكانَ يحرصُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامَ كثيرَ القيامِ والدُّعاءِ والقنوتِ في شهر رمضانَ، وسنعرضُ حديثاً في قيامهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في ليالي رمضان.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، قال: أخبرنا مالكٌ، عنْ سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ المَقبُريِّ، عنْ أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، أنَّهُ أخبرهُ أنَّهُ سألَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: كيفَ كانتْ صلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رمضانَ؟ فقالتْ: ما كانَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرهِ على إحدى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعاً فلا تسلْ عنْ حسنهنَّ وطولهنَّ، ثمَّ يُصلِّي أربعاً فلا تسلْ عنْ حسنهنَّ وطولهنَّ، ثمَّ يُصلِّي ثلاثاً. قالتْ عائشةُ: فقلْتُ يا رسولَ الله ، أتنامُ قبلَ أنْ توترَ؟ فقال: (يا عائشةُ، إنَّ عينيَّ تنامانِ ولا ينامُ قلبي). رقمُ الحديث: 1147)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديث يرويه الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في باب التّهجُّدِ باللّيلِ، بابُ قيامِ النبيِّ باللّيلِ في رمضانَ، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدِّيقِ رضيَ اللهً عنهما، وهي منَ المكثراتِ في رواية الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التَّنِّيسيُّ (ت:218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.
  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميريُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • سعيدٌ المقبريُّ: وهوَ أبو سعدٍ، سعيدُ بنُ أبي سعيدٍ كيسانَ المقبريُّ المدنيُّ (ت:123هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • أبو سلمةَ: وهوَ أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ القرشيُّ الزُّهريُّ (ت: 93هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التّابعينَ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى صلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في اللّيلِ، والحديثُ كما ترويهِ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما وهي منَ الأقربِ إليهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يصلِّ ثمانِ ركعاتٍ أربعٍ أربع، يطوِّلُ فيهنَ، وكانَ لا ينامُ قبلَ أنْ يختمهنَّ بثلاثِ ركعاتٍ وتراً، وفي سؤال عائشةَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أينامُ قبلَ الوترِ فقدْ ذهبَ أهلُ العلمَ أنَّ عائشةَ لمْ تنمْ قبلَ أنْ تصلِّ الوترَ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرصِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ على القيامِ في رمضانَ وغيرهِ.
  • صلاةُ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في اللّيلِ ثمانيَ ركعاتٍ ويختمهنَّ بثلاثِ ركعاتٍ وتراً.

شارك المقالة: