لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ المكانةِ والفضلِ، وقدْ فضّلهُ الله تعالى على سائرِ الأنبياءِ والرّسلِ كما فُضّلَ على سائرِ البشرِ أجمعينَ، ولقدْ أخبرنا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بأسماءٍ عدّةٍ لهُ تدلُّ كلّها على المنزلةِ الرّفيعةِ والفضلِ، وسنعرضُ حديثاً في ما جاءَ لهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منْ أسماءٍ.
الحديث:
روى الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ تعالى في الصّحيحِ: ((حدّثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ، قال: حدّثني معنٌ، عنْ مالكٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، عنْ محمّدِ بنِ جبيرِ بنِ مُطعم، عنْ أبيه رضيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لي خمسةُ أسماءٍ: أنا محمّدٌ، وأحمدٌ، وأنا الماحي الّذي يمحو الله بيَ الكفرَ، وأنا الحاشرُ الّذي يُحشرُ النّاسُ على قدمِي، وأنا العاقبُ”. رقمُ الحديث: 3532)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيح في كتابِ المناقبِ، بابُ ما جاءَ في أسماءِ رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ جبيرُ بنُ مُطعمِ بنِ عديٍّ القرشيُّ، وهوَ منْ رواة الحديث منَ الصّحابةِ الكرامِ، ورواةُ الحديثِ الآخرونَ هم:
- إبراهيمُ بنُ المنذرِ: وهوَ أبو إسحاقَ، إبراهيمُ بنُ المنذرِ القرشيُّ الأسديّ (ت:236هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقات منْ تبعِ أتْباع التّابعينَ.
- معنٌ: وهوَ أبو يحيى، معنُ بنُ عيسى بنِ يحيى بنِ دينارٍ الأشجعيُّ (ت:198هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسِ الأصبحيُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ شهابٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ المحدّثينَ الكبارِ منَ التّابعينَ.
- محمّد بنُ جبير: وهوَ أبو سعيدٍ، محمّدُ بنُ جبيرِ بنِ مطعمٍ القرشي النّوفليُّ (ت:100هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ ويروي هذا الحديثُ عنْ أبيهِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث المذكورُ إلى أسماءٍ لسيّدنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وقدْ ذكرها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وكلُّها تدلّ على فضلِه عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ومن هذه الأسماءُ:
- محمّدُ: وهوَ ما عرفَ به عليه الصّلاةُ والسّلامُ، ومعناهُ ما كانَ محموداً في الأرضِ والسّماءِ.
- أحمدَ: ما فضّلَ بحمده عنْ باقي الخلقِ بلْ كانَ أحمدهمْ وأحسنهمْ.
- الماحي: ويقصدُ بالماحي أنّ اللهَ تعالى هدى به البشرَ فمحا عنهمْ الكفرَ والذّنوبَ.
- الحاشرُ: ويقصدُ بهِ أنّ اللهَ تعالى يحشرُ النّاسَ على أثرهِ وأنّهُ يحشرُ قبلهمْ.
- العاقبُ: أي أنّه النّبيُّ الّذي لا نبيّ بعده.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ محمّدٍ عليه الصّلاةُ والسّلامُ على كلّ البشر.
- فضلُه عليه الصّلاةُ والسّلامُ على الأمّةِ في كثيرٍ من المكارمِ.