حديث في ما يباح من الحسد

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الحسدَ منَ الأخلاقِ المذمومةِ في الإسلامِ، لما فيهِ منْ النَّظرِ إلى نعمة الغيرِ وتمنِّي زوالها عنهم، والغبطةُ نوعٌ منَ الحسدِ المحمودِ بما فيهِ منَ المسابقةِ للحصولِ علة نعمةٍ عندَ الغيرِ مع عدمِ تمنِّي زوالها عنهم، والغبطةٌ تكونُ في أمورٍ تحدَّثَ عنها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتعالوا نتعرَّفُ إليها في الحديثِ التَّالي.

الحديث:

يروي الإمامٌ البخاريٌّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا الحميديُّ، قال: حدَّثنا سفيانُ، قالَ: حدَّثني إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ على غيرِ ما حدَّثناهُ الزُّهريُّ، قال: سمعتُ قيسَ بنَ أبي حازمٍ، قال: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ قال: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا حسدَ إلَّا في اثنتينِ: رجلٌ آتاهُ الله مالاً فسُلِّطَ على هلكتهِ في الحقِّ، ورجلٌ آتاهُ اللهُ الحكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها). رقمُ الحديثِ: 73)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحهِ في كتابِ العلمِ، بابُ الإغتباطُ في العلمِ والحكمة، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ الهذليِّ الكوفيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّ بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • الحميديُّ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ الزُّبيرِ بنِ عيسى الحميديُّ (ت:32هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • سفيانُ: وهوَ سفيانُ بنُ عيينةَ الهلاليُّ (107ـ198هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ: وهو إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ هرمزَ البجليُّ الأحمسيُّ(60ـ146هـ)، منْ رواة الحديثِ منَ التَّابعينَ.
  • قيسُ بنُ أبي حازمٍ: وهو قيسُ بنُ أبي حازمٍ حصينِ بنِ عوفٍ البجليُّ (ت:84هـ)، منَ التَّابعينَ برواية الحديث عنِ الصَّحابة.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى نوعِ الحسدِ المحمودُ وهوَ الغبطَة، والغبطةُ هوَ النَّظرِ إلى نعمة الغيرِ وتمنِّيها مع عدمِ تمنِّ زوالها عنهم، وقدْ ذكر النَّبيُّ في الحديثِ السَّابقِ أنَّ الغبطةَ تكونُ في أمرين هما:

  • الغبطة بما عندَ صاحبِ نعمة المال الوفيرِ عندما يقومُ صاحبهُ بإنْفاقهِ في وجوهِ الخيرِ وفي سبيلِ اللهِ وفي مقارعةِ أعداءِ الإسلامِ وأهلِ الباطل.
  • الغبطة بما عند صاحب العلمِ والحكمةِ بما أنْعمَ اللهُ عليهِ منَ العلمِ والمعرفة الّذي يعلِّمُها للنَّاسِ وينشرها ولا يكتمها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • الغبطُ في مالٍ في سبيلِ اللهِ، وعلمُ للخيرِ ينشرٌ بينَ النَّاسِ.
  • إخلاصُ النِّيَّةُ للهِ سببُ قبولِ العملِ.
  • الحسدُ مع تمنِّي زوالِ نعمة غير المذموم شرعاً.
  • التَّسابقُ إلى العلمِ ونشره.
  • المالُ كلُّه للهِ، فيجبُ إنفاقهٌ بما يرضي وجه الله تعالى.

شارك المقالة: