حديث في ما يقولُ المسلم قبلِ إتيان أهله

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ البيانِ والتّوضيحِ لكثيرٍ منَ الأحكامِ المتعلّقةِ بالزّواجِ، وقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ حريصاً على أنْ يبيّنها لأصحابه بوصفهمْ منْ سيحملون أمانةَ نقلها إلى أمّةِ الإسلامِ منْ بعدهِ، ومنَ الآدابِ الّتي بيّنها عليه الصّلاةُ والسّلامُ؛ ما يقولُ المسلمُ قبلَ أنْ يأتي أهلهُ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا سعدُ بنُ حفصٍ، حدّثنا شيبانُ، عنْ منصورٍ، عنْ سالمِ بنِ أبي  الجعدِ، عنْ كريبٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ قال: قالَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “أما أنَّ أحدُهمْ يقولُ حينَ يأتي أهلهُ: باسمِ اللهِ، اللّهمَّ جنّبني الشّيطانَ، وجنّبِ الشّيطانَ ما رزقتنا، ثمَّ قُدِّرَ بينهما في ذلكَ، أوْ قُضيَ ولدٌ، لمْ يضرُّهُ شيطانٌ أبداً”.)). رقمُ الحديث:5165.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتاب النّكاحِ، بابُ ما يقولُ الرّجلُ إذا أتى أهلهُ، والحديث منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، أمّا بقيّةُ رجال سندِ الحديث:

  • سعدُ بنُ حفصٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، الضّخمُ، سعدُ بنُ حفصٍ الطّلحيُّ (ت: 215هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
  • منصورٌ: وهوَ أبو عتابٍ، منصورُ بنُ المعتمرِ السّلميُّ (ت: 132هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • سالمُ بنُ أبي الجعدِ: وهوَ أبو أسماءَ، سالمُ بنُ أبي الجعدِ الغطفانيُّ (ت: 97هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منَ التّابعينَ.
  • كريبٌ: وهوَ أبو رِشْدينَ، كريبُ بنُ أبي مسلمٍ القرشيُّ (ت:98هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ أدابِ الزّواجِ، وهوَ ما يقولُ ويتلفظٌّ المسلمُ قبلَ إتيانِ أهلهِ في الجماعِ، وقدْ بيّنَ الرّسولُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ منْ أدابِ الجماعِ أنْ يسمِّ المسلمُ باللهِ عزّ وجلَّ ويستعيذُ بهِ منَ الشّيطانِ الرّجيمِ منَ المسِّ والإيذاءِ، وقدْ بيَّن النّبيُّ أيضاُ أنّ منْ تلفظَّ بهذا الأدبِ فسيجنّبهُ اللهُ تعالى الشّيطانَ إذا كتبَ بينَ الزّوجينِ منَ الجماعِ الشّرعيِّ، ويباركُ لهمْ إذا حصلَ منْ ذلكَ هبةُ الولدِ، ولا يقربهمْ شيطانٌ همْ ومنْ سيرزقون به.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • على المسلمِ قبلَ الجماعِ الشّرعيِّ أنْ يسمِّ باللهِ ويستعيذُ منَ الشّيطانِ في ذلكَ لتجنّبِ إيذاء الشّيطانِ ومباركةِ اللهِ في ذلكَ.
  • وجوبُ التّسميةِ باللهِ في كلِّ الأمورِ، لأنَّ في ذلكَ تجنبِّ إيذاء الشّيطانِ.

شارك المقالة: