حديث في مشروعية صلاة الكسوف

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الكونَ بنظامٍ دقيقٍ، فهوَ منْ صنعِ اللهِ الّذي أحسنَ كلَّ شيءٍ خلقهُ، وقدْ يكونُ هنالكَ آياتٌ منْ آياتِ اللهِ تعالى تحدُثُ في الكونِ تستدْعي الإنسانُ إلى التَّفكيرِ والاستغفارِ والدُّعاءِ، ومنْ هذهِ الآياتِ الكسوفُ والخسوف، وقدْ سنَّ الإسلامُ لهذهِ الآياتِ منَ السُّننِ الّتي بيَّنتها السُّنَّةُ والحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ، ومنها صلاةُ الكسوفِ، وسنعرضُ حديثاً في صلاةِ الكسوفِ ومشروعيَّتها.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في كتابِ الكسوفِ: ((حدَّثَنا عمرو بنُ عونٍ، قال: حدَّثَنا خالدٌ، عنْ يونسَ، عنِ الحسنِ، عنْ أبي بكرةَ، قال: كُنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فانكسفتِ الشَّمسُ، فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجرُّ رِداءهُ حتَّى دخلَ المسجدَ، فدخلنا، فصلَّى بنا ركعتينِ حتَّى انجلتِ الشَّمسُ، فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ الشَّمسَ والقمرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ، فإذا رأيتموهما فصلُّوا وادعوا حتَّى يكشفَ ما بكمْ). رقمُ الحديثِ:1040)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الكسوفِ، بالصَّلاةِ في كسوفِ الشَّمسِ، والحديثُ منْ طريقِ أبي بكرةَ رضيَ اللهُ عنه، وهوَ نُفيعُ بنُ الحارثِ الثَّقفيُّ (ت:50هـ)، وهوَ منَ الرُّواةِ الصَّحابةِ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • عمرو بنُ عونٍ: وهوَ أبو عثمانَ، عمرو بنُ عونِ بنِ أوسٍ السُّلميُّ الواسطيُّ (ت:225هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثِّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • خالدٌ: وهوَ أبو الهيثمِ، خالدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الواسطيُّ الطَّحانُ (110ـ179هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • يونسُ: وهوَ أبو عبد اللهِ: يونُسُ بنُ عبيدِ بنِ دينارٍ العبديُّ (84ـ139هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الحسنُ: وهوَ أبو سعيدٍ، الحسنُ بنُ أبي الحسنِ يسارٍ البصريُّ (21ـ110هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ الثِّقاتِ في رواية الحديث عنِ الصّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيَّةِ صلاةِ الكسوفِ بفعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندما كسفتِ الشَّمسُ في زمنِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ، ويشيرُ النَّبيُّ أنَّ الكسوفَ منْ آياتِ اللهِ تعالى تدعو الإنسانَ إلى التَّفكيرِ في صنعِ اللهِ تعالى ورحمتهِ في صنعِ الكونِ، وأنّ هذهِ الآياتِ إنَّما جاءتْ للعبرةِ ولمْ تكنْ لموتِ أحدٍ منَ البشرِ ولا لحياتهِ، وفي نفيهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ دعوةٌ إلى الإيمانِ باللهِ وقدرتهٍ وسيطرتهِ على نظامِ الكونِ، وصلاةُ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للكسوفِ ركعتينِ صلَّاها عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ بالصَّحابةِ الكرامِ، والحكمةُ منَ الصَّلاةِ التَّقربُ إلى اللهِ والرُّجوعُ إليهِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعِبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • الكسوفُ والخسوفُ منْ آياتِ اللهِ تعالى.
  • صلاةُ الكسوفِ ركعتينِ منْ غير الفريضةِ لفعل النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
  • حكمة مشروعية صلاة الكسوف الرّجوعُ والعودةُ إلى اللهِ والاستغفارُ.

شارك المقالة: