حديث في مشروعية الجمع بين الصلوات للمسافر

اقرأ في هذا المقال


لمْ يكنِ الإسلامُ إلّا ديناً هيِّناً سهلاً، لا يأتي بأيِّ حكمٍ فوقَ طاقةِ الإنسانِ المسلمِ، بلْ كانَ فيهِ من الرُّخصِ مالمْ تكنْ في الأديانِ الأخرى، ولقدْ كانتِ الرُّخصُ في العباداتِ المكتوبةِ ما يدلُّ على ذلكَ، ومنْ هذهِ الرُّخصِ، رخصةِ الجمعِ بينَ الصَّلاتِ بسببِ السَّفرِ، وسنعرضُ حديثاً في مشروعيَّةِ ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيحِ في أبوابِ تقصيرِ الصَّلاةِ:((حدَّثَنا أبو اليمانِ، قال: أخبرنا شعيبٌ، عنِ الزُّهريِّ، قال: أخبرني سالمٌ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا أعجلهُ السَّيرُ في السَّفرِ يؤخِّرُ صلاةَ المغربِ، حتَّى يجمعَ بينها وبينَ العشاءِ. قال: سالمٌ: وكانَ عبدُ اللهِ رضيَ اللهُ عنهما يفعلهُ إذا أعجلهُ السَّيرُ، ويقيمُ المغربَ فيصلِّيها ثلاثاً، ثمَّ يُسلِّمُ، ثمَّ قلَّما يلبثُ حتى يقيمَ العشاءَ فيصلِّيها ركعتينِ، ثمَّ يسلِّمُ ولا يسبِّحُ بينهما بركعةٍ ولا بعدَ العشاءِ بسجدةٍ، حتَّى يقومَ منْ جوفِ اللّيلِ)). رقمُ الحديث:1109.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في أبوابِ تقصيرِ الصَّلاةِ؛ بابُ هلْ يؤذّنُ أو يقيمُ إذا جمعَ بينَ المغربِ والعشاءِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:

  • أبو اليمان: وهوَ أبو اليمان، الحكمُ بنُ نافعٍ الحمصيُّ (138ـ221هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • شعيب: وهوَ أبو بشرٍ، شعيبُ بنُ أبي حمزةَ دينارٍ القرشيُّ (ت:162هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
  • الزُّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمِ بنِ شهابٍ الزُّهريِّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ أكابرِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • سالمُ: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ العدويُّ (ت:105هـ)، وهوَ منْ كبارِ التَّابعينَ المحدِّثينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيَّةِ الجمعِ بينَ الصَّلواتِ، وذلكَ فيما يرويهِ الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهما عنِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ أنَّهُ كانَ يجمعُ المغربَ والعشاءَ جمعَ تأخيرٍ بإقامةٍ وبدونِ صلاةِ تطوِّعٍ، وكما يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيَّةِ الجمعِ والقصرِ في الصَّلاةِ الرُّباعيَّةِ، كما يشيرُ إلى صلاةِ المغربِ ثلاثاً في السَّفرِ لا رخصةَ فيها؛ فالرُّخصةُ في الصَّلاةِ الرُّباعيّةِ، واللهُ تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ العبرِ والفوائدِ منَ الحديث:

  • مشروعيَّةِ الجمع بينَ صلاتي المغربِ والعشاءِ في السَّفرِ.
  • صلاةُ المغربِ في السَّفرِ ثلاثُ ركعاتٍ.

شارك المقالة: