حديث في مفاتيح الغيب

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في علمِ الغيبِ منَ الأمورِ الّتي أخفاها اللهُ تعالى عنِ الإنسانِ، وذلكَ لحكمةٍ إلاهيّةٍ، ومنها علمُ السّاعةِ، وقدْ جاءَ في القرآنِ الكريمِ عنْ مفاتيح الغيبِ قولُه تعالى: (وعندهُ مفاتح الغيبِ لا يعلمها إلّا هو)، فتعالوا نستعرضُ حديثاً في بيانِ مفاتح الغيبِ في الآية الكريمة.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا خالدُ بنُ مخلدٍ، حدّثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، حدّثني عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ، عنِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ لا يعلمها إلّا اللهُ: لا يعلمُ ما تغيضُ الأرحامُ إلّا اللهُ، ولا يعلمُ ما في غدٍ إلّا اللهُ، ولا يعلمُ متى يأتي المطرُ أحدٌ إلّا اللهُ، ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ إلّا اللهُ، ولا يعلمُ متى تقومُ السّاعةُ إلّا اللهُ”)). رقمُ الحديث: 7379.

ترجمة رجال الحديث

الحديث المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ التّوحيدِ، بابُ: (عالمُ الغيبِ فلا يُظهرُ على غيبه أحداً)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيِّ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، امّا بقيّةُ رجالِ السّندِ البقيّة:

  • خالدُ بنُ مَخْلدٍ: وهوَ أبو الهيثمِ، خالدُ بنُ مخْلدٍ القطوانيُّ البجليُّ (ت: 213هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • سليمانُ بنُ بلالٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ بلالٍ القرشيُّ التّيميُّ (ت: 177هـ)، وهو منَ الثّقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
  • عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ القرشيُّ العدويُّ (127هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديث المذكورُ إلى مفاتيح الغيبِ المخفيّةِ عنْ علمِ الإنسانِ وإدراكهِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّها خمسةٌ وهي:

  • علمُ ما في الأرحامِ: وهوَ ما يكونُ في رحمِ المرأةِ منَ الأجنّةِ وعلمه تعالى الشّاملُ لها منْ أقدارها.
  • علمُ المستقبلِ: وهوَ ما سيحدثُ في المستقبلِ منَ الأقدارِ، فلا يعلمهُ أحدٌ إلّا الله.
  • موعدُ نزولِ المطرِ: وهوَ وقتُ نزولِ المطرِ منَ السّماءِ .
  • مكانُ وفاةِ الإنسانِ: وهوَ أينَ سيكونُ قبضُ روحهِ بأيِّ مكانٍ في الأرضِ.
  • علم السّاعة: وهوَ علمُ قيامِ السّاعةِ بالزّمانِ، وهوَ في علمِ اللهِ تعالى.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • علمُ اللهِ تعالى شاملٌ لكلِّ شيءٍ.
  • مفاتيح الغيبِ لا يعلمها إلّا الله تعالى.

شارك المقالة: