حديث في منْ ذاق طعم الإيمان

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الإيمانَ قولُ وعملٌ واعتقادٌ، ولا يتوقَّفُ على العباداتِ فقط، وقدْ جاءَ في الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ ما يوضِّحُ حقيقةِ الإيمانِ ومظاهره، وأنَّ منْ اعتقدَ بأركانِهِ وعملَ بها كانَ مؤمناً وذاقَ حلاوته، وسنعرضُ حديثاً في صفاتِ منْ ذاقَ حلاوة الإيمانِ.

الحديث:

يروي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا مُحمَّدُ بُن يحيى بنِ أبي عمرَ المكِّيُّ، وبشرُ بنُ الحكمِ، قالا: حدَّثنا عبدُ العزيزِ ـ وهوَ ابنُ محمَّدٍ الدَّاورديُّ ـ عنْ يزيدَ بنِ الهادِ، عنْ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ، عنْ عامرِ بنِ سعدٍ، عنِ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، أنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (ذاقَ طعمَ الإيمانِ منْ رضيَ باللهِ ربَّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمَّدٍ رسولاً). رقمُ الحديثِ: 34)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ، بابُ منْ رضيَ باللهِ ربَّاً، وبالإسلامِ ديناً، وبمحمَّدٍ رسولاً، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ العبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رضي اللهُ عنهُ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • محمًّدُ بنُ يحيى: وهوَ محمَّدُ بنُ يحيى بنِ أبي عمرَ العدَنيُّ المكّيُّ (ت:243هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • بشرُ بنُ الحكمِ: وهو بشرُ بنُ الحكمِ بنِ حبيبٍ العبديُّ( 143ـ267هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ في الحديثِ.
  • عبدُ العزيزِ: وهوَ عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ بنِ عُبيدٍ الدَّاورديُّ المدنيُّ (ت:186هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث.
  • يزيدُ بنُ الهاد: وهوَ يزيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أسامةَ اللّيثيُّ (ت:139هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.
  • محمَّدُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ محمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيميُّ القُرشيُّ(ت:121هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ أيضاً.
  •  عامر بن سعد: وهوَ عامرُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ الزُّهريُّ المدنيُّ (ت:103هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى صفاتٍ في المؤمنِ إذا اتَّصفَ بها وجدَ حلاوةَ الإيمانَ وذاقَ طعمه، وطعمُ الإيمانِ وحلاوته تكونُ في ما يستشعرهُ المؤمنُ منَ الرِّضا والسَّكينةِ والطُّمأنينةِ، وأمَّا هذه الصَّفاتُ فقدْ أوردَها الحديثُ وهيَ:

  • الرِّضا بربوبيّة الله: والرِّضا باللهِ رباً يعني: أنّ المؤمنَ لا يبتغي غيرَ اللهِ في التّوجُّهِ والدُّعاءِ والاستغاثَةِ ويحسنُ ضنَّهُ بهِ، فلا يخافُ غيرَهُ ويستودُعُ أمرهُ كلَّهُ للهِ.
  • الرِّضا بدين الإسلام: وهو أنْ يرضى بشريعة الإسلامِ منهجاً وطريقاً، ولا يرضى بالكفرِ  وأيٍّ منَ الشَّرائعِ الأُخرى.
  • الرِّضا بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: وهوَ الرِّضا والقناعةِ برسالته عليهِ السَّلامِ فلا يرضى غيرَهُ ويتِّبعُ منهاجَهُ                وسنَّتهُ .

فمنْ رضيَ باللهِ ربّاُ والإسلامُ ديناً ومحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رسولاً، وصلَ إلى قناعةِ الإيمانِ وصحَّ إيمانُهُ وشعرَ بالطُّمأنينةِ والسَّكينةِ الّتي يعيشُ بها هانئاً مرتاحاً منَ الخوفِ على كلِّ شيءٍ.

ما يرشد إليه الحديث:

يرشدُ الحديثُ إلى عدَّةِ أمورٍ وفوائدَ منها:

  • اللهُ وحدهُ ربُّ النَّاسِ والمتصرِّفُ بكلِّ شيءٍ، ولا يتوجهُ لغيره.
  • لا دينَ غير الإسلامِ يتَّخذُ طريقاً ومنهجاً.
  • محمَّدُ رسولُ اللهِ وخاتمَ النبيينَ، فلا رسولُ بعدَهُ ووجبَ الإيمانُ به.
  • الإيمانُ يُكسبُ المؤمنَ منَ الطُّمأنينةِ ما يحرِّرهُ منَ الخوف على حياته.

المصدر: صحيح مسلم للإمام مسلمالمنهاج في شرح مسلم للإمام النوويسير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبيتهذيب الكمال للمزيسنن الترمذي للإمام الترمذي، أبواب الإيمان عن رسول الله


شارك المقالة: