لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ وجعلَ منهُ الذكرَ والأنثى، وجعلَ لكلِّ واحدٍ منهمْ خصائصه وصفاتهُ، وجعلَ لكلِّ واحدٍ منهمْ واجباتهُ معَ الآخرِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ في المرأةِ ما ينقصُ عقلها ودينها، فماهو هذا النقصُ، تعالوا نستعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا محمّدُ بنُ رمحِ بنِ المهاجرِ المصريُّ، أخبرنا اللّيثُ، عنِ ابنِ الهادِ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّهُ قال: “يا معشرَ النّساءِ تصدَّقنَ، وأكثرْنَ الاستغفارَ، فإنِّي رأيتكنَّ أكثرَ أهلِ النّارِ”. فقالتْ امرأةٌ جزلةٌ: وما لنا يا رسولَ اللهِ أكثرَ أهلِ النّارِ؟ قال: ” تُكْثرْنَ اللّعنَ وتكفّرنَ العشيرَ، وما رأيتُ منْ ناقصاتِ عقلٍ ودينٍ أغلبَ لذي لبٍّ منكنَّ”. فقالتْ يا رسولَ اللهِ، وما نقصانُ العقلِ والدينِ؟ قال: “أمّا نُقصانُ العقلِ فشهادةُ امرأتين تعدلُ شهادةُ رجلٍ، فهذا نقصانُ العقلِ. وتمكثُ اللّيالي ما تُصلِّي وتفطرُ في رمضانَ فهذا نٌقصانُ الدّينِ”.)). رقم الحديث: 132.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ : (نقصانُ الإيمانِ بنقصِ الطّاعاتِ)، والحديثُ جاء منْ طريق الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيِّ، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، وبقيّةُ الإسنادِ منَ الرّجالِ:
- محمّدُ بنُ رمحٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ رمحِ بنِ المهاجرِ التّجيبيُّ (150ـ242هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ ، ثقةٌ في رواية الحديث.
- اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ، اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ (94ـ175هـ)، منْ طبقة أتباع التّابعينَ المحدّثينَ الثّقاتِ.
- ابنُ الهاد: أبو عبدِ اللهِ، يزيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أسامةَ اللّيثيُّ (ت: 139هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.
- عبدُ الله بنُ دينارٍ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ القرشيُّ العدويّ (ت: 127هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ برواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ إلى صفاتِ نقصانِ العقلِ والدّينِ عندَ المرأةِ، وقدْ بيّنَ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ النّساءَ أكثرُ أهلِ النّارِ منَ النّساء وذلكَ لما تتّصفُ بهِ المرأةُ منْ تكفيرِ العشيرِ أيِّ الزوجِ فيما يقدّمُ وكما أنّها تكثرُ اللّعنَ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّهنَّ ناقصاتُ عقلٍ ودينِ، فنقصانُ العقلِ في شهادة اثنتينِ عنْ رجلٍ، ونقصانُ الدّينِ في نقصانِ صلاتها وصومها إذا مرّتِ المرأةُ بالحيضِ والنّفاسِ وما يوجبُ ويبيحُ افطارها وتركها الصّلاة.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- النّساءُ أكثرُ أهل النّارِ لتكفيرهنَّ العشيرَ وإكثارهنَّ اللّعنَ.
- نقصانُ العباداتِ منْ نقصانِ الإيمان.