لقدْ كانَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الفضلِ على أمّة التّوحيدِ بتبليغه رسالةَ الإسلام السّمحةِ، وإخراجِ الأمّةِ منَ الظلام إلى النّورِ ومنَ الضّلالِ إلى الهدايةِ، ومنْ فضلهِ هذا وجبَ على أمّةِ الإسلامِ تقديرهُ ومحبّتهِ أكثرِ منَ غيرهِ، وسنعرضُ حديثاً في وجوبِ محبّته عليه الصّلاةُ والسّلامُ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثني زهيرُ بنُ حربٍ، حدّثنا إسماعيلُ بنُ عليّةَ ح شيبانُ بنُ أبي شيبةَ، حدّثنا عبدُ الوارثِ كلاهما عنْ عبدِالعزيزِ، عنْ أنسٍ، قال: قالَ رسولُ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لا يؤمنُ عبدٌ ـ وفي حديثِ عبدِ الوارثِ: الرّجلُ ـ حتّى أكونَ أحبَّ إليهِ منْ أهلهِ ومالهِ والنّاسِ أجمعينَ”)). رقمُ الحديث: 69.
ترجمة رجال الحديث
الحديث المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ محبّة رسولِ اللهِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ انسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ خادمُ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنسُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ، منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنْ رسولِ الله عليه الصّلاةُ والسّلام، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ:
- زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربِ بنِ شدّادٍ الحرشيُّ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- إسماعيلُ بنُ عليّةَ: وهوَ أبو بشرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ مقسمٍ الأسديُّ (110ـ193هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منْ أتباع التّابعينَ.
- شيبانُ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو محمّدٍ، شيبانُ بنُ فرّوخٍ الأيليُّ (140ـ236هـ) وهوَ منْ رواةِ تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
- عبدُ الوارثِ: وهوَ أبو عبيدةَ، عبدُ الوارثِ بنِ سعيدِ بنِ ذكوانَ التّميميُّ (102ـ180هـ)، وهوَ من ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- عبدُ العزيز: وهوَ أبو حمزةَ، عبدُ العزيزِ بنُ صهيبٍ البُنانيُّ (ت: 130هـ)، وهو منْ ثقاتِ رواةِ التّابعينَ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى وجوبِ محبّةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ الإيمانِ للعبدِ لا يكتملُ إلا إذا كانتْ محبّتهُ مقدّمةً على كلِّ أنواعِ المحبّةِ، وجمعَ فيها محبّةُ التّقديرِ بالوالدِ ومحبّةُ الشّفقةِ والرّحمِ للابنِ ومحبّةُ المفاضلةِ والصّحبةِ للنّاسِ ، ويأتي وجوبُ محبّةِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منْ فضلهِ على البشرِ بإنقاذهمْ منْ ظلماتِ الكفرِ والشّركِ المؤدّيةِ إلى دخولهمُ النارَ، وتكونُ محبّتهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ باتّباعِ رسالتهِ وعدمِ عصيانه فيما أمر ونهى .
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائد منَ الحديث:
- وجوبُ محبّة النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام وتقديمها على محبّة غيره.
- محبة النبي عليه الصّلاةُ والسّلام بتوقيره واتّباع ما جاءَ به.