حديث قبول الأعمال بالسرائر

اقرأ في هذا المقال


إنَّ اللهَ تعالى جعلَ ميزانَ قبولِ الأعمالِ في ما يخفي الإنْسانُ منَ النِّياتِ والمقاصدِ في سريرتِهِ، ولهذا جعل اللهُ تعالى في جسدِ الإنْسانِ مضغّةً إذا صلحت صلُحَ الجسَدُ كُلُّهُ ألا وهو القلب، وسنعرضُ حديثاً في موضوعِ قبولِ الأعمالِ بصلاحِ السَّرائر.

الحديث:

يرْوي الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَني أبو الطَّاهرِ أحمَدُ بنُ عمروِ بنِ سرْحٍ،، حدَّثَنا ابنُ وهبٍ، عنْ أسامةَ ـ وهوَ ابنُ زيدٍ ـ أنَّهُ سمعَ أبا سعيدٍ مولى عبدِ اللهِ بنِ عامرِ بنِ كُرَيْزٍ يقولُ: سمعتُ أبا هريرَةَ يقولَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ لا ينظُرُ إلى أجسادِكُمْ، ولا إلى صُوركمْ، ولكنْ ينظُرُ إلى قلوبكم). وأشارَ باصْبعهِ إلى صدْرِهِ)). رقمُ الحديثِ: 2564.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ في كتابِ البرِّ والصِّلةِ والآدابِ، بابُ تحريمِ ظُلْمِ المسلمِ، والحديثُ منْ طريقِ أبي هريرةَ، عبدِ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ، منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  1. أبو الطَّاهر: وهو أحمدُ بنُ عمرو بنِ عبدِ اللهِ القرشيُّ الأمويُّ، منَ المُحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، وكانتْ حياتُهُ بين (170ـ 250هـ ).
  2. ابنُ وهبٍ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مسلمٍ الفهريُّ، وهو منْ أتباعِ التَّابعينَ، وحياتُه بين (125ـ197هـ).
  3. أسامة: وهو أسامة بنُ زيدٍ الليثيُّ منْ أتباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاته في 153هـ .
  4. أبو سعيدٍ: وهو مولى عبدُ اللهِ بنِ عامرٍ الخزاعيُّ، منْ التَّابعينَ المحدِّثينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أنَّ ظاهرَ الأعمالِ لا يشيرُ إلى تقوى الإنْسانِ وصلاحهِ، فكمْ منَ الأعمال الصَّالحَةِ في ظاهرها مقبولَةُ، لكنَّها في ما أخفي في النَّفسِ غيرَ ذلكَ، فالتقوى والقبولُ بما كانَ في القلبِ منَ الخشيةِ منَ اللهِ، وقصدِ العملِ لوجهه الكريمِ، وأما نظرُ اللهِ في الحديثِ فمعناهُ ماكانَ منْهُ سبحانهُ وتعالى منَ القبولِ والحسابِ على الأعْمالِ، فإعْتبارُ الأعمالِ وقبولِها بما رسخَ في القلبِ وصدَّقَهُ العملُ الصَّالحُ لوجهِ اللهِ تعالى، وينهي الحديثَ بإشارتهِ إلى صدْرِهِ، بوصفِ الصدر هو القلبُ الّذي هو مضغةُ الجسدِ إذا صلحتْ صلُحَ الجسَدُ كُلُّه.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادَةِ منَ الحديث:

  • القبولُ بما كانَ مستقرّاً في القلبِ.
  • وجوبُ إخلاصِ النّيَّةِ بالأعمالِ لوجه الله.
  • علمُ اللهِ تعالى واسعٌ شاملٌ للسرائر والعلانيةِ منَ القربات.
  • قبولُ الأعمال بما كانَ في نيته للهِ عزّ وجلَّ مخلصاُ لهُ دونَ رياءٍ ونفاقٍ.

شارك المقالة: