حديث كيف يقبض العلم

اقرأ في هذا المقال


العلمُ هو زادُ الأممِ، وغذاءُ العقلِ، وبهِ تتقدَّمُ الأممُ، وما منْ أمَّةٍ يتفشى فيها الجهل إلَّا كانَ مؤشراً بهلاكِها وخرابها، وقدْ حثَّ الإسلامُ على العلمِ وطلبهِ، وحذّرَ منْ توقفه، وبيَّنَ كيفَ يقبضُ العلمُ في آخر الزَّمانِ، وسنعرضُ حديثاً في كيفيةِ قبضِ العلمِ في آخر الزَّمانِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمه اللهُ في صحيحهِ: ((حدَّثنا إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ، قال: حدَّثني مالكٌ، عنْ هشامِ بنِ عروةَ، عنْ أبيهِ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَيقولُ: (إنَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ إنْتزاعاً ينتزعهُ منَ العبادِ، ولكنْ يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتَّى إذا لمْ يُبْقِ عالماً اتَّخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهالاً، فسُئلوا فأفتوْا بغيرِ علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا). رقمً الحديثِ: 100)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ العلمِ، بابُ كيفَ يقبضُ العلمُ؟، كما رواهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في صحيحه في كتابِ العلمِ،والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، منَ المكثرينَ في الرِّوايةِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • إسماعيلُ بنُ أبي أويسٍ: وهو إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ الأصبحيُّ المدنيُّ (139ـ226هـ)، منْ محدثي تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • هشامُ بنُ عروةَ: وهوَ هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ (61ـ144هـ)، منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى كيفيَّةِ قبضِ العلمِ وذهابهِ، وهوَ ليسَ أنْ يُنزعَ منَ الصُّدورِ للعُلماءِ، بلْ أنْ يأتي زمانٌ، فيذهبُ منْ يحملهُ ويتعلَّمُهُ وينشرهُ، ولا يوجدُ في الأمَّةِ عالماً، فيكثرُ الجهلُ والجُهَّالُ، ويتكلَّمُ فيهُمُ الجاهلُ، ويصيرُ الجاهلُ سيِّداً فيفتي ويتكلَّمُ باسمِ العامةِ بجهلٍ وبغيرٍ علمٍ عندهُ، فيتبعوهمُ النَّاسُ فيضلُّوا عنِ الطريقِ القويمِ، وفي هذا الحديثُ دلالةٌ على خلوِّ هذا الزَّمانِ منَ المجتهدينَ في العلم.

وهذا الحديثُ يدلُّ على إخبارِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بشيءٍ منْ علمِ الغيبِ وهوَ وحيُ يوحى، وأنَّهُ سيأتي زمانُ يتفشى بهِ الجهلُ والجُهَّالُ ولا يبقى مجتهدٌ وعالمٌ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةُ منَ الحديثِ:

  • العلمُ هو طريقُ ازدهارِ الأممِ وتقدُّمها.
  • وجوبِ إسنادِ العلمِ إلى أهله.
  • تحريمُ الفتوى بغيرِ علمٍ ومنْ غير أهلِها.
  • أهميَّةُ وجودِ العلماءِ بينَ النَّاسِ.
  • الفتوى بغير علمٍ تُضلُّ النَّاسَ وتهلكهم.

شارك المقالة: