حديث لا تقوم الساعة حتى يتمنى المرء مكان الأموات

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ أشراطَ السّاعة وإماراتها، وقدْ كانَ ذلكَ ممّا أوحاهُ الله تعالى للنّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام وأخبرهُ للصّحابةِ لينقلوهُ رحمةً بأمّته عليه الصّلاة والسّلام، وقدْ أخبر بأنّ منْ علامات السّاعة أنْ يأتي زمنٌ يتمنّى المرءُ أنْ يكونَ بمكانِ منْ ماتَ ودفنَ في قبره، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيح: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، عنْ مالكِ بنِ أنسٍ، فيما قُرئ عليه ، عنْ أبي الزّنادِ، عنِ الأعرجِ، عنْ أبي هريرةَ، أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمَ  قال: “لا تقومُ السّاعة حتّى يمرَّ الرّجلُ بقبرِ الرّجل فيقولُ: يا ليتني مكانهُ”)). رقمُ الحديث:53/157.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الفتنِ وأشراطِ السّاعةِ، بابُ: (لا تقوم السّاعةُ حتى يتمنّى الرّجلُ أنْ يكونَ مكانَ الميّت)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ أبي هريرةَ الدّوسيُّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ (ت: 57هـ)، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديثِ:

  • مالكُ بنِ أنسٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إمامُ دارِ الهجرةِ، مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميري (93ـ179هـ)، صاحبُ المذهبِ المالكيِ الفقهيِّ، وهو منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبوي المذكورُ إلى علامةٍ منْ علاماتِ السّاعة، وهو أنْ يتمنّى المرءُ أنْ يكونَ في مكانِ منْ ماتَ ودفنَ في قبره، وقدْ ذكرَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنْ الرّجلَ يمرُّ بجانبِ قبر صاحبه ويقولُ متمنّياً يا ليتني مكانهُ، وذكرَ أهلُ العلمِ أنّ سببَ ذلكَ هوَ ما يمرُّ به الإنسانُ منَ الفتنِ القويّة الشّديدةِ الّتي تكونُ فوقَ طاقةِ تحمّلهِ وعدمِ مقدرتهِ على تجاوزها منَ المعاصي والفتنِ الّتي تحولُ بينَ الإنسانِ وربّه، وهي فتنُ تكونُ قبلَ قيامِ السّاعة تموجُ في النّاسِ كقطع اللّيلِ المظلمِ منْ شدّتها وقوّتها.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • شدّة فتنِ السّاعة على الأمةِ.
  • لا تقومُ السّاعة حتى يكونَ الموتُ أمنيةً للحيّ.

شارك المقالة: