حديث ما حلل قتله من الحيوانات في الحرم

اقرأ في هذا المقال


لقد جعل الله تعالى لمكّةَ المكرّمةَ والمدينةِ المنوّرةِ خصوصيّةُ في تحريمِ الصّيدِ للمحرمِ فيهما لما لمكانتهما الشّريفةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ في كثيرٍ منَ الشّواهدِ، فلا يجوزُ تفزيعُ الحيواناتِ فيهماـ وقدْ كانَ لقتلِ الحيواناتِ المحرّمِ فيهما استثناءٌ وهو قتلُ بعضُ الحيواناتِ المفترسةِ والضارة، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، حدّثنا معمرٌ، عن الزّهريِّ، عنْ عروةَ، عنِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “خمسٌ فواسقٌ، يُقْتَلْنَ في الحرمِ؛ الفأرةُ، والعقربُ، والحُدَيّا، والغُرابُ، والكلبُ العقورُ”. رقمُ الحديثِ:3314)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ بدءِ الخلقِ، بابُ خمسٌ منَ الدّوابِّ فواسقٌ، والحديث منْ طريقِ أمّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، وهي بنتُ أبي بكرٍ الصّديّقِ، وهي منَ المكثراتِ في رواية الحديثِ عنِ الرّسولِ عليه الصّلاة والسّلامُ، وبقيّةُ رجال الحديثِ هم:

  • مسدّدُ:  وهوَ أبو الحسنِ، مُسدّدُ بنُ مُسَرهدٍ الأسديُّ البصريُّ (ت:228هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبع أتباع التّابعينَ.
  • يزيدُ بنُ زريعٍ: وهوَ أبو معاويةَ، يزيدُ بنُ زُريعٍ التّيميُّ، المُلقّبِ بريحانةِ البصرةِ (101ـ182هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • معمرٌ: وهوَ أبو عروةَ، معمرُ بنُ راشدٍ الأزْديُّ (96ـ150هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ للحديثِ منْ أتباع التّابعين.
  • الزّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ أكابرِ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
  • عروةُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عروةُ بنُ الزّبيرِ بنِ العوّامِ (23ـ94هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في الحديثِ ويروي الحديثَ عنْ عمّتهِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى دوّابَّ فواسقَ يحلُّ قتلُهنّ في الحرمِ، والتّخصيصُ ليسَ للحرمِ فقطْ بلْ للحلِّ أيضاً، وسميتْ فواسقَ لعُدوانيّتها وشرّها ومضارّها وهي:

  • الفأرةُ: والفأرةُ لها منَ المضارِّ على البيوتِ والأثاثِ والثّيابِ وتحملُ من الأمراضِ المعديةِ.
  • العقربُ: والعقربُ منَ الحيواناتِ الّتي تضرُّ بلسعها وسمّها وقدْ تودي بالمسلمِ إلى الوفاةِ.
  • الحدَيّا: ويقالُ له الحدأةَ، والحدأةُ هوَ نوعُ منَ الطّيورِ الضّارّةِ وهي تعتدي على الأرزاقِ، كما أنّها تعيشُ على القمامةِ والنّفايات الضّارةِ.
  • الغرابُ: والغرابُ منَ الطّيورِ الّتي تعتدي على الثّمارِ وغيرها.
  • الكلبُ العقورُ: والكلبُ العقورُ هوَ كلُّ كلبٍ أوْ نمرٍ أو ذئبٍ يودي بجرح الإنسانِ أوْ قتلهِ أو افتراسه.

لهذا كانتْ هذه الدّوابُّ منَ المحلَّلِ قتلهنَ لما لها منْ نتائجَ سلبيّةٍ على المحرمِ وغيرِ المحرمِ، ومنَ المعروفِ أنَّ الحفاظَ على حياةِ المسلمِ منْ ضرورياتِ ديننا الحنيف.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرمةُ الصّيدِ وقتلِ الحيواناتِ غيرِ الضّارّةِ في الحرمِ.
  • استثناءُ الحيواناتِ الضّارّةِ بالمسلمِ منَ التّحريمِ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: