حديث ما يباح للرجال والنساء في الصلاة من العمل

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ للصَّلاةِ في الإسلامِ شغلاً وأحكاماً، علَّمها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ، فكانوا يلازمونهُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ليتعلَّموا منهُ أحكامَ الصّلاةِ، وقدْ أباحَ الإسلامُ للمسلمِ منَ العملِ الخارجِ عنْ أحكامِ الصَّلاةِ منَ التَّسبيحِ للرِّجالِ والتَّصفيقِ للنِّساء، وسنعرضُ حديثاً في مشروعيَّةِ ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ، حدَّثَنا سفيانُ، حدَّثنا الزُّهريُّ، عنْ أبي سلمةَ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (التَّسبيحُ للرِّجالِ والتَّصفيقُ للنِّساءِ). رقمُ الحديثِ: 1203.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في أبوابِ العملِ في الصَّلاةِ؛ بابُ التَّصفيقُ للنِّساء، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

  • عليُّ بنُ عبدِ اللهِ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ عبدِ اللهِ السَّعديُّ (161ـ234هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.
  • سفيانُ: وهوَ أبو محمَّدٌ، سفيانُ بنُ عيينةَ بنِ أبي عمرانَ الهلاليُّ (107ـ198هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
  • الزُّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمٍ الزُّهريُّ (50ـ125هـ)، والمعروفِ بابنِ شهابٍ، وهوَ من ثقاتِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.
  • أبو سلمةَ: وهوَ أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ القرشيُّ الأسديُّ (ت:93هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى بعضِ العملِ المباحِ في الصَّلاةِ، فلا يجوز أنْ يُشغلَ الإنسانُ المسلمُ نفسهُ بشيْ خارجَ هذه العبادةِ الّتي تعتبرُ شغلاً منفرداً واتِّصالاً باللهِ الخالقِ وحدهُ، ويجوزُ للمسلمِ منَ العملِ داخل الصَّلاةِ التَّسبيحُ ويكونُ للرِّجال، والتّصفيقِ ويكونُ للمرأةِ، أمَّا جعلُ التَّصفيقِ للمرأةِ لأنَّهُ لها داخلَ الصَّلاةِ وخارجها لكي لا يرتفعَ صوتها خشيةَ أنْ تفتنَ المُصلِّينَ، والحكمةُ منَ التَّسبيحٍ للرِّجال هي أنَّ التَّصفيقَ للمرأةِ فلا يجوزُ أنْ يكونَ منْ عملِ الرَّجلِ، والتَّصفيقُ والتَّسبيحُ يكونُ لأمرٍ ضروريٍّ كانْ يحاطَ بما يكرهُ أوْ أنْ يستمعَ إلى خطأ في قراءةِ الأمامِ، واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • وجوبُ الخشوعِ في الصَّلاةِ وعدمُ الانشغالِ بغيرها.
  • منَ العملِ المباحِ في الصَّلاةِ التّسبيحُ للرِّجالِ والتَّصفيقُ للنِّساءِ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: