لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وسنَّتهُ العطرة علاجاً لكلِّ جوانبِ الحياة، وقدْ كانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يعلِّمُ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم أجداث كلِّ شيءٍ حتى دخولِ الخلاء، وسنعرضُ حديثاً في تعليمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ آدابَ دخولِ الخلاء.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا آدمُ، قال: حدَّثَنا شعبةُ، عنْ عبدِ العزيزِ بنِ صهيبٍ قال: سمعتُ أنساً يقولُ: كانّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخلَ الخلاءَ قال: (اللّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الخبثِ والخبائثِ). رقمُ الحديثِ: 142)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه، في كتابِ الوضوءِ، بابُ ما يقولُ عندَ الخلاءِ، كما أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في صحيحهِ في كِتابِ الحيضِ، والإمامُ أبو داوودَ في السُّننِ في كتابِ الطَّهارةِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أنسُ بنُ مالكٍ بنِ النّظرِ الأنْصاريُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:
- آدمُ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ العسقلانيُّ (132ـ220هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعين في روايةِ الحديث.
- شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتْكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- عبدُ العزيزِ بنُ صهيبٍ: وهوَ أبو حمزةَ، عبدُ العزيزِ بنُ صهيبٍ البُنانيُّ (ت:130هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ أدابِ الخلاءِ، وهوَ ما يقالُ عندَ دخولِ الخلاءِ، فقدْ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ خلالِ الحديثِ كيفَ يحذرُ المسلمُ منْ أماكنِ النَّجاسةِ والوسوسة، وقدْ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ هذهِ الأماكنِ تنتشرُ فيها الشَّياطينُ والعالمُ الآخر، فمنْ أساليبِ الإسلامِ في التَّعاملِ معهمْ هيَ الاستعاذةِ، ويكونُ بما علَّمنا عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بأنْ نقولَ: (أعوذُ باللهِ منَ الخبثِ والخبائثِ) والخبثُ هوَ ما دلَّ على ذكرانِ الشَّياطينِ وإناثهم، أمَّا الخبائثُ فهيَ: الذُّنوبُ والآثامُ غيرِ المحمودةِ، والاستعاذةُ طريقُ للخلاصِ منْ شرورهمْ وأضرارهم.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ من الحديثِ:
- الخلاءُ فيهِ منَ الخبثِ ما يجبُ على المسلمِ الاستعاذةُ منه.
- الاستعاذةُ منْ شرِّ الشَّياطينِ يبعدُ المسلمَ عنْ ضررهم.
- الشَّياطينُ لهمْ منَ الأثارِ السَّلبيةِ في الخلاءِ على ابنِ آدمَ.