حديث يحسر الفرات عن جبل من ذهب في آخر الزمان

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ في الفتنِ وأشراطِ السّاعة، وذلكَ ممّا أُخبرَ به النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ منْ علمِ الغيبِ، وأخبرهُ للصّحابةِ، ومنْ علاماتِ السّاعةِ أنْ يُحسر نهرُ الفراتِ عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ وتقتتلَ عليه النّاسُ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدّثنا يعقوبُ ـ يعني ابنَ عبدِ الرّحمنِ القاريَّ ـ عنْ سهيلٍ، عنْ أبيه، عنْ أبي هريرةَ، أنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لا تقومُ السّاعةُ حتّى يحسِرَ الفراتُ عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ يقتتلُ النّاسُ عليهِ، فيقتلُ منْ كلِّ مائةٍ تسعةُ وتسعونَ، ويقولُ كلّ رجلٍ منهمْ: لعلّي أكونُ أنا الّذي أنجو“)). رقمُ الحديث: 29/2894.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتاب الفتنِ وأشراطِ السّاعة، بابُ: (لا تقومُ السّاعة حتّى يحسرَ الفراتُ عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ الله عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنِ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثر الصّحابة رواية للحديثِ، أمّا بقية رجالِ سندِ الحديث:

  • يعقوب بن عبد الرّحمن: وهوَ يعقوبُ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ محمّدٍ القاريُّ الإسكندرانيُّ (ت: 181هـ)، وهوَ منْ ثقات الرّواة للحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • سهيلٌ: وهوَ سهيلُ بنُ أبي صالحٍ ذكوانَ السّمانُ الزّيّاتُ (ت: 138هـ)، منْ ثقات الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى علامة منْ علامات السّاعة تسبقُ وقوعها، وهي انحسار نهر الفراتِ عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ نهر الفراتِ سيكشفُ عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ في آخر الزّمان يقتتلُ عليه النّاسُ ويُقتلُ أكثرهمْ، فينجو منْ كلّ مائةٍ واحدٌ منَ النّاسِ، وقدْ ذكرَ الإمامُ النّوويُّ في دلالة انحسارهُ أنّهُ قدْ يُغيّرُ مجراهُ ويسيلُ حتّى يعرّي جبلاً منْ ذهبٍ، وقيلَ أنّهُ ينحسرُ ويجفُّ حتّى يكشفَ عنْ جبلٍ منَ الذّهبِ، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • علامات السّاعة الّتي أخبرَ به عليه الصّلاة والسّلامُ منَ الوحي الإلاهيُّ.
  • منْ علامات السّاعة انحسار الفرات عنْ جبلٍ منْ ذهبٍ.

شارك المقالة: