حفظ الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
ونظراً إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم العطرة والجميلة والرائعة نُدرك حينها نقاء حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وحِفْظ الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
فقد صُنِعَ وخلق بحقٍّ على عين وحفظ الله تبارك وتعالى؛ ليكون النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد حفظه الله سبحانه وتعالى في فترة شبابه وذلك قبل النبوة ( قبل بعثته) عمَّا كان عليه أهل القبائل في وقت الجاهليَّة، وعصمه الله تعالى عن مقارعة الآثام أو عن إتيان الدنايا أو عن مغريات الدنيا، فشبَّ ( وصل إلى وقت الشباب) رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه من كل ذلك، ويحوطه ويبعد عنه أقذر أعمال الجاهليَّة ومعايبها التي كانت منتشرة آن ذاك.
ومن جوانب وصور حفظ الله تعالى للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعصمه للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ممّا كان يُحَدِّث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنّه لم تُكشف له عورة أبداً وهو غلام ( عزّ شبابه)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي غِلْمَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ، نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانِ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى وَأَخَذَ إِزَارَهُ وَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ؛ يَحْمِلُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لأُقْبِلُ مَعَهُمْ وَأُدْبِرُ إِذْ لَكَمَنِي لاكِمٌ لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: شِدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ. قَالَ: فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ عَلَيَّ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَنْقُلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي” صدق رسول الله .
وقد وقع قريب من ذلك الأمر عند بناء الكعبة، فروى ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حدَّثني أبي العباسُ بن عبد المطلب، قال: “لمَّا بَنَتْ قريش الكعبة انفردتْ رجلين رجلين ينقلون الحجارة، فكنتُ أنا وابن أخي، فجَعَلْنَا نأخذُ أُزُرَنَا فنضعها على مناكبنا، ونجعل عليها الحجارة، فإذا دنونا من الناس لَبِسْنَا أُزُرَنا، فبينا هو أمامي إذ صُرِعَ، فسَعَيْتُ وهو شاخص ببصره إلى السماء، فقلتُ: يابن أخي، ما شأنك؟ قال: “نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا، قال: فكتمتُه حتى أظهره الله بنبوَّته”.
فكانت تلك من صور حفظ الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
