حكم إنكار العقيدة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


كي يكون الإيمان بالله تعالى حقيقاً صادقاً، يتطلب أن يُؤمنَ الإنسانُ بالملائكة، وبما أُنزل من الكتب السماوية، وبمَن بُعث من الرسل، وباليوم الآخر والقدر، ويتضمن الإيمان بالكتب الأصول الإيمانية الأخرى التي جاءت في الكتب السماوية، كما يتضمن الإيمان بالرسل تصديقهم والعمل بما جاؤوا به من أحكام، وهذا ما تتطلبه العقيدة لتترسخ في قلب الإنسان ويثبت إيمانه، فما حكم إنكار العقيدة؟ وما حكم مَن آمن بجزء وترك آخر من أركان الإيمان؟

حكم إنكار العقيدة:

يعتبر مَن يُنكر العقيدة، ويُنكر وجود الله تعالى، كافر غير مسلم، فمن يُنكر العقيدة يُكذّب الرسل والكتب، ولا يُؤمن باليوم الآخر والمصير والجزاء، ويجب التأكيد على أن العقيدة الإسلامية وحدة مترابطة لا تقبل التجزئة، ومَن يُنكر جزءاً منها كأنه انكرها كلها.

فيُعتبر مَن يؤمن بأصل من أصول الإيمان، ويكفر بآخر من الكافرين حقاً، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً *أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًاسورة النساء 150، 151، ويُعدّ التكذيب بأي جزئية من الأصول الاعتقادية كفراً، فهي أصول ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، لا يجوز إنكارها أو التشكيك بها.

الأعمال والأقوال التي تعد كفراً في الإسلام:

لا يعتبر الكفر فقط أن يُنكر الإنسان واحد من الأصول الاعتقادية، وإنما يمكن أن يقوم بأفعال، أو يتلفظ بأقوال، تعد جميعها كفراً، مثل أن يقوم بعبادة غير الله تعالى؛ لأن الله تعالى وحده هو الأحقّ بالعبادة في هذا الكون، ولا يجوز أن ينوي الإنسان الصلاة، أو الدعاء، أو الذبح، لغير الله تعالى.

وقد يقع الإنسان في الكفر عندما يتلفظ ببعض الألفاظ، مثل سبّ الذات الإلهية، أو سب الدين الإسلامي، أو الاستهزاء بالإسلام والرسول _عليه الصلاة والسلام_، وتفضيل الأديان الأخرى على الإسلام، كاتهام الإسلام بما ليس فيه، من نقص أو رجعية أو تخلف.

موقف الإسلام من الكفار:

يعادي الإسلام الكافر، ويكره ما يتلبس به من كفر، وأوجب على المسلمين مواجهة الباطل، ومحاولة التخلص منه بالقول والبيان، باستخدام الأساليب المناسبة للدعوة إلى الحق، وبيان الحق من الضلال، فالمسلم مهما كره الكفر، فإنه يحب الهداية للكافر.

ومن الأحكام الإسلامية تجاه الكفار كما هو موضّح في كتب الفقه ومؤلفاته، تحريم تزويجهم من نساء المسلمين، أو الزواج من نسائهم إلا الكتابية، ولا يجوز غسل موتى الكفار ولا الصلاة عليهم.

الكافر عند الله تعالى:

الكافر عند الله تعالى هو مَن وصلته الدعوة إلى الإسلام، وجحدها بالرفض والتكذيب والعصيان، ومصيره نار جهنم، ولا حجة له أو شفاعة يوم الحساب. أما مَن لم يصله الإسلام بسبب بُعد بلده، أو فقدانه لحاستي السمع والبصر، أو عدم إدراكه لشيء؛ لأنه لا يعقل ما حوله، فهذا لا يُعذب يوم الحساب ولا حجة عليه، فقال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً” سورة الإسراء 15.


شارك المقالة: