حكم نية العيديات التي تدفع للأرحام من الزكاة

اقرأ في هذا المقال


صلة الرحم واجب على كل مسلم، وأوصانا بها نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم_ فقال: “ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ” رواه بخاري، ومن أغلب الأوقات التي يصل بها المسلمون أرحامهم، هي أوقات الأعياد الإسلامية عيد الفطر وعيد الأضحى، ويُقدم أغنياء المسلمين مبلغاً من المال لأرحامهم في الأعياد كعيديات، وينوي البعض هذه العيديات من أموال الزكاة للتخفيف من إنفاقهم، فما حكم الشرع في هذه المسألة؟

حكم نية العيديات التي تدفع للأرحام من الزكاة:

أوجب الله تعالى الزكاة على الأغنياء، وأوجبها في أموالهم بناءً على ضوابط وشروط معينة، فقد حدد الأصناف الذين يستحقون الزكاة، قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” سورة التوبة آية 60. ثم حدد الأموال التي تجب فيها الزكاة، والأنصبة في الأموال الزكوية، ومقادير الزكاة الواجبة فيها.

كما يجب على المسلم أن يُخرِج زكاة أمواله دون تأخير، وفور وجوبها في المال، إذا كان في مقدرته أن يقوم بذلك، وتتحقق قدرته بوجود المال بين يديه، وحضور المستحقين لزكاة هذا المال.

وقال بعض الفقهاء لا حرج على المسلم أن يُخرج زكاة أمواله في المناسبات، لكن مع عدم الإخلال بأي شرط من شروط دفع الزكاة، وألّا يُؤدي ذلك إلى التأخير في دفعها، بعكس تعجيل صرفها للمستحقين قبل وقت وجوبها، فيجوز للمسلم أن يُعجّل في إخراج زكاته في المناسبات.

لكن هناك ضوابط وشروط أخرى لاعتبار العيديات المدفوعة للأرحام من الزكاة، وهي أن يكون الأقارب الذين يصلونهم من الفقراء والمحتاجين، أي ضمن الأصناف الذين حددهم الشرع لاستحقاق أموال الزكاة، فلا يجوز أن يقدم المسلم العيدية لقريبه غير المحتاج، وينويها من الزكاة.

ويجوز للمسلم أن يدفع الزكاة للأرحام على صورة هدية في الأعياد، مع وجود النية بالزكاة، ولا ضرورة لإخبار الأقارب بأنّ الهدية أو العيدية من الزكاة، ويجب أن تكون النية الحاضرة لدفع مال الزكاة قبل إعطاء العيدية للفقير القريب للمسلم، ولا يجوز له أن ينوي العيدية من الزكاة بعد أن يدفعها، أو يعتبر العيديات في الأعياد الماضية من الزكاة في الحاضر.

وعلى المسلم عند إخراج زكاة أمواله، أن يُراعي جميع الضوابط والشروط المتعلقة بالزكاة، ليكون قد برّأ ذمته أمام الله تعالى من حق الزكاة في ماله، وأخرج الزكاة الواجبة في أمواله كما هو مطلوب.


شارك المقالة: