لقد كان للحديث النبويّ الشّريف رحلةٌ طويلةٌ، من زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى نهاية سند الحديث النّبويّ الشّريف وقد كانت طبقة الصّحابة هي بوابة النقل والرّواية لأنّهم أوَّلُ جيلٍ سمع وحَفِظَ ونَقَلَ، ثمّ يأتي من بعدهم التّابعون الّذين نقلوا عن الصّحابة إلى من جاءَ بَعْدَهُم، وها نحن في مسيرة البحثِ عن الرّواة من جيل التّابعين ونصلُ إلى راوٍ منهم، من نسل بيتٍ ممتلىءٍ بالحديث والرّواية، بيت الفاروق عمر، الّذي خرج منه الراوي حمزةُ بنُ عبداللهِ فتعالوا نقرأ في سيرته العطرة.
نبذة عن حمزة بن عبدالله
هو: التّابعيّ الجليلُ، أبو عُمارة، حمزةُ بنُ عبدالله بنُ عُمر بن الخطّابِ، يرجع نسبهم رضي الله عنهم إلى بني عّدِيٍّ من قريش، نشأ في بيت مليءٍ بالحديث والمحدّثين فأبوه عبدالله بن عمر من أكثر رواة الحديث من الصّحابة وجدّه الفاروق من رواة الحديث أيضاً وحفصةُ أمُّ المؤمنينّ عمّتُه المحدّثه وسالم بن عبدالله أخوه من التّابعين المحدّثين وغيرهم من بيت الخطّاب واشتهر بالعلم والرّواية.
روايته للحديث
كان التّابعيّ الجليلُ حمزةُ بنُ عبدالله بنُ عمر من الّذين رووا الحديث النّبويّ الشّريف عن الصّحابة وممّن روى عنهم من الصّحابة: أمّهاتِ المؤمنين عمّتِهِ حفصَةَ وعائشةَ بنتِ أبي بكرٍ وأبيه عبداللهِ بنِ عمر وغيرهم رضي الله عنهم وروى الحديث من طريقِهِ كثيرٌ من الرّواة من أمثال: صّفوانِ بن سُليْم والزّهريّ ابن شهاب وموسى بنُ عقْبَةَ وأبو عُبيدَة بن عبداللهِ بنُ زّمْعَةَ وغيرهم يرحمهم الله،كما كان من الثّقات في الرّواية وروى له جماعة الحديث.
من رواية حمزة بن عبدالله للحديث
ممّا ورد من الحديث النّبويّ من رواية حمزةَ بنِ عبدالله بنِ عمرَ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( أخْبَرَنا مَعْمَرٌ قال الزّهريُّ وأخْبَرَنِي حمزةُ بنُ عبدِاللهِ بنُ عمرَ، عن عائشةَ قالت: لمّا دَخَلَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بيْتي قال: ( مُرُوا أبا بكرٍ فَلْيُصَلِّ بالنّاسِ ) قالت: فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إذا قرأَ القُرآنَ لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ فلوْ أمَرْتَ غيرَ أبي بكرٍ. قالت واللهِ ما بِي إلّا كراهِيَةُ أنْ يّتَشاءمَ النّاسُ بأوّلِ منْ يَقُومُ في مَقَامِ رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ، قالت فراجَعْتُهُ مرّتينِ أو ثلاثاً فقال: ( لِيُصَلِّ بالنّاسِ أبو بكرٍ فإنّكُنَّ صَوَاحِبُ يوسُفَ )، من كتاب الصّلاة، رقم الحديث 418/94 )).