حملة جيش المسلمين تتحرك من مدينة المنورة في غزوة بدر:
بعد أن سمع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الشريف بدخول قافلة قريش إلى التراب الحجازي، تحرك صلى الله عليه وسلم بجيشه الإسلامي من المدينة المنورة للاستيلاء على كل ما فيها من مال وبضائع.
وكان من الواضح جداً أن العسكر والجند الإسلامي كان مستنفراً بالمدينة المنورة من أجل الاستيلاء على هذه القافلة وما فيها.
ولم يكن حينها التجنيد إجبارياً، كما هي العادة في المعارك الكبرى التي يستعد لها نبي الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الشريف لخوضها مثل غزوة أحد، بل كان نداء نبي الله الأعظم صلى الله عليه وسلم محمد الشريف للجيش هنا بمثابة ترغيب فقط.
فقد ذكر في ندائه قوله: “حيث قال الرَّسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لأصحابِه: هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها “.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
ولذلك تخلف عن ذلك الكثير من الصحابة الكرام محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عن المشاركة في غزوة بدر الكبرى، التي لم يكن أحد من رجال المسلمين يتوقع حدوثها عند خروجهم من المدينة المنورة.
ولم ينكر النبي الكريم الشريف محمد صلى الله عليه وسلم على احد من الذين تخلفوا عن المجيء واللحاق به، بل ولم يستحثه على الخروج مع الحملة هذه، بل ترك الأمر للرغبة الخاصة لهم، والاختبار المحض للقتال.
ومن المؤكد أنّ الذين لم ينخرطوا في سلك الجيش النبوي الإسلامي الذي قد خرج لملاقاة عير مشركي قريش، لو كانوا يعلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الشريف سيصطدم بجيش مكة المكرمة حينها ذلك الاصطدام العنيف في منطقة اسمها بدر، لما تخلف منهم قادر على حمل السلاح.
ولكنّهم اعتقدوا بشكل جازم ومؤكد أنّ الصدام لن يكون عنيفاً عند التصدي لقافلة مشركي قريش، بل قد لا يكون هناك أي صدام، إذ من المتوقع أن يفر حرس العير وهم لا يزيدون عن أربعين راكباً مجرد رؤية النبي محمد العظيم وجنوده من الجيش الذين لا يقلون عن ثلاثمائة مقاتل، لذلك تخلف من تخلف منهم عن الحملة في المدينة المنورة.
وقد أفصح عن هذا أسید بن الحضير وهو سيد من سادات الأنصار رضي الله عنهم – فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الشريف معتذراً، عندما لقيه مهنئاً بالنصر في الروحاء: “والله يا نبي الله محمد العظيم ما كان تخفلي عن بدر وأنا أظن أنك تلتقي عدوا، ولكن ظننت أنها عير ، ولو ظننت أنه علو ما تخلفت ، فقال له النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم الشريف: صدقت”.
وكان خروج الرسول صلى الله عليه وسلم الشريف الكريم بجيشه من المدينة المنورة يوم الأربعاء الثامن من شهر رمضان الكريم، من العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة.