حملة عرنة:
جرت العديد من الحملات والسرايا في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الهدف من تلك الحملات والسرايا هو إيقاف كل من يشكل خطراً على دين الإسلام ودولة المسلمين، وكان من تلك الحملات هي حملة عرنة.
وهي حملة حدثت في أواخر شهر رمضان المبارك من السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة، وعرنة هو وادي المشهور في يومنا هذا والذي يعرف بحذاء عرفات، وفي وادي عرنة كان هناك حدث مهم وهو أنّه قد ألقى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خطبة حجة الوداع وذلك في أثناء طريقه إلى عرفات.
وقد كان سكان وادي عرنة عند ظهور دين الله الإسلام بطناً من بطون هذيل شديدين العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنّهم في السنة الرابعة من الهجرة الشريفة قد قاموا بجمع جيش في عرنة، وكانوا يقصدون بذلك الجيش غزو النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، إلّا أنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد بعث أحد من أصحابه الكرام وهو عبد الله بن أنيس الجهني، فقتل حينها في عرنة قائد الجيش خالد بن سفيان الهذلي.
حينها فشل غزو هذيل وقاموا بإلغاء مخطط الحملة وذلك بعد مقتل قائدهم، وأمّا عن القوة القتالية التي تحركت من مكة المكرمة إلى عرنة والتي كانت في السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة بعد الفتح، فقد كانت تلك القوة القتالية تتكون من ثلاثمائة جندي، أعطى النبي الكريم محمد صلى الله علي وسلم قيادتهم للصحابي لخالد ابن سعيد بن العاص وذلك للقضاء على الوجود الوثني في عرنة.
ولكن لم يكن هناك أي من المصادر تتحدث عن أيِّ تفاصيل عن عمليات القوة العسكرية التي كان يقودها الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص إلى عرنة.
ولكن ممّا لا جدال فيه هو أن تلك القوة العسكرية كانت تتوجه إلى قبيلة هذيل وهي التي بقي الكثير من أهلها على عبادة الوثنية بعد فتح مكة المكرمة، والتي هي موطنها عرنة التي قد سارت إليها الحملة .