خطة النبي في غزوة أحد

اقرأ في هذا المقال


وبعد أن عسكر جيش المسلمين في شعب جبل أحد وجعل جيش الأعداء فاصلاً بينه وبين المدينة المنورة، عندها جهز النبي خطة الجيش.

خطة النبي الدفاعية

قام النبي بتجهيز الجيش وهيأ صفوف الجنود والمقاتلين، وعندها قام باختيار الرّماة الماهرين واختار مجموعة منهم وعددهم خمسين رامياً، والذي تولى قيادتهم هو الصحابي الجليل عبد الله بن جبير الأنصاري وهو من قبيلة الأوس، وأمر النبي الرّماة بالتمركز على الجبل والذي سمي بعدها جبل الرماة، وكان يبعد ذلك الجبل نحو مئة وخمسين متراً من معسكر ومقر جيش المسلمين.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من الرماة المتمركزين على الجبل أن يحموا ظهر جيش المسلمين وأن لا يغادروا مواقعهم إن كانوا منتصرين أو مهزومين حتى يبعث إليهم رسول الله يبلغهم أن يبرحوا ( يتركوا) أماكنهم، وكان هدف النبي صلى الله عليه وسلم من تعيين هذه المجموعة على ذلك الجبل هو منع الجنود المشركين من التسلل خلف صفوف جيش النبي ومنعهم من عملية التطويق وحركات الالتفاف.

وقام النبي بجعل منذر بن عمرو على الميمنة، وجعل الزبير بن العوام على الميسرة الذي كانت مهمته هي الصمود أمام فرسان خالد بن الوليد، وقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوضع نخبة من المقاتلين والجنود الشجعان المعروف بقوتهم في القتال وشجاعتهم في المعارك في مقدمة صفوف الجيش.

وكانت هذه الخطة دقيقة بشكل كبير وتمتاز بالحكمة، ممّا دلّ على عبقرية النبي في الأمور العسكرية والقيادية، وهذا يثبت أنّه لا يمكن لأي قائد مهما كانت عبقريتة العسكرية أن يضع متل تلك الخطة الدقيقة، فبهذه الخطة قام النبي باحتلال أفضل مكان في أرض القتال، مع أنه نزل فيه بعد جيش الكفار.

واختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمعسكر الجيش مكاناً عالياً حتى يحتمي به إذا وصل المسلمون إلى وضع الهزيمة وحتى لا يكون ملجأ الجيش حينها هو الهرب، وحتى يلحق ضرراً كبيراً بجيش قريش إذا أرادوا أن يحتلوا معسكر جيش المسلمين، وقد لجأ جيش العدو إلى مكان منخفض والذي كان من الصعب عليهم أن يحصلوا على أي شئ إن كان النصر حليفهم، وكان يسبب ذلك الموقع المنخفض لجيش الكفار صعوبة الإفلات والهرب من المطاردين المسلمين لهم إن كان النصر حليف جيش النبي.

وفي شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة النبوية وتحديداً يوم السبت قام سيد الخلق بإتمام تعبئة جيشه الإسلامي.


شارك المقالة: