حثَّنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم على الاستخارة وهذا في الأمور المختلفة؛ وهذا تبعاً للأهمية التي تحويها إلى جانب شدَّة الاحتياج إليها، فقد كان النبي الكريم يُعلِّم هذه الاستخارة للصحابة رضوان الله عليهم، وهذا كما ويُلِّمهم سورة من القرآن الكريم. حيث أنَّ جابر بن عبدالله رضي الله عنه كان يقول في هذا الصدد: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ“.
موضع دعاء الاستخارة
من المُستحب أن يتم افتتاح دعاء الاستخارة وهذا بحمد الله تعالى وكذلك الثناء كذلك، ومن بعد ذلك يتم الصلاة على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا من خلال الصلاة الإبراهيمية أو غيرها.
أمَّا بالنسبة لموضع دعاء الاستخارة فقد ذهبت المذاهب الأربعة المالكية والشافعية والحنبلي والحنفية إلى أنَّ موضع دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من الصلاة أي عقبها.
ما هو دعاء الاستخارة
أمَّا بالنسبة لدعاء الاستخارة فإنَّ المسلم يقول:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي؛ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (اذكر حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ“.
وفي هذا الدعاء العديد من المعاني والتي من أهمها:
- تبرؤ الفرد المسلم وكذلك تجرُّده وهذا من حوله وقوته الضعيفة واللجوء إلى الله تبارك وتعالى الذي هو القادر على كلِّ شيء.
- تفويض الفرد المسلم الذي هو عبداً لله تعالى بكافة أموره وبأن يُقدِّر له الله تبارك وتعالى كافة الأمور التي فيها خير للعبد، ومما لا شكَّ فيه أنَّ سعادة الفرد المسلم تكون في الرضا وهذا بالاختيار الذي قد اختاره الله له وقدره له كذلك.
- تفويض العبد لله بأن يُبعد الله عنه كافة الشرور كل البُعد.
- إبعاد المسلم عن التقادير السيئة.
- طلب العبد من الله أن يُرضيه بهذا القضاء والقدر.