من الأعمال التي يقوم بها المسلم عند أدائه لمناسك الحج هو أن يعمد إلى رمي الجمرة الصغرى، وفي أثناء رمي الجمرة الصغرى يقول الفرد المسلم ذلك الذكر الذي يتقرب به من الله جلَّ جلاله.
ما هو الذكر الذي يقوله المسلم عند رمي الجمرة الصغرى
وردت أحاديث تدل على أن أوَّل من رمى الجمار إبراهيم الخليل، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، يرفعه إلى النبي قال: “لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض”، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون“.
ويقول الإمام أثير بن أحمد رحمه الله “الجمار” وهي الأحجار الصغار، ومنه سمِّيت جِمار الحج للحصى التي يُرمَى بها، وأما موضع الجمار بمنى فسُمِّيَ جمرة؛ لأنها تُرمى بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يُرمى بها، من الجمرة: وهي اجتماع القبيلة على من نَاوَأها، وقيل: سُمِّيت به من قولهم: أجمر: إذا أسرع”.
كان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم إذا عمد إلى رمي الجمرة الصغرى والتي كانت تلي مسجد منى، كان عليه السلام يرميها حينئذٍ بحصيات سبع، وكلما رمى حصاة كبَّر حينها، ثم بعد ذلك يعمد إلى أن يتقدَّم ويقف أمامها، قم يقف بشكل يكون حينها مُستقبلاً للقِبلة، ويكون أيضاً يدعو رافعاً يديه عليه السلام، وبوقوفه كان حينها يُطيل.
وبعد ذلك كان عليه الصلاة والسلام يأتي بالجمرة الثانية، فيرميها كما يرمي الأولى، حيث كان يرميها بسبع حصيات، وكلما يرمي حصاة كان يُكبِّر أيضاً، وبعد ذلك ينحدر عليه الصلاة والسلام ذات اليسار مما يلي الوادي، وكان كذلك يقف بشكل يكون حينها مستقبلاً للقبلة ويكون أيضاً بحال رافع يديه يدعو حينه.
ثمَّ يأتي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم الجمرة التي تكون عند العقبة، فيرميها كما يرمي الجمرة الأولى والثانية، حيث كان كلما يرمي حصاة يرميها ويكبِّر حينها، ثم بعد ذلك يذهب منصرفاً ولا يقف عندها.
نستقي مما سبق أنَّ سيد الخلق محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام كان كلما رمى جمرة يقول: “الله أكبر”، بالتالي نجد أنَّ الذكر الذي يقوله المسلم عند رميه للجمرة الصغرى هو التكبير بقوله: “الله أكبر“، عند رمي كل حصاة من حصيات الجمرة الصغرى.
