يعتبر الدُعاء من أبرز العبادات التي يتقرب فيه العبد المسلم إلى الله تبارك وتعالى، وهي العبادة الأحب إلى الله عزَّ وجل ولرسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم، حيث يُعد الدُعاء هو حديث الفرد المسلم مع خالقه تعالى، ومن العبادات التي سنَّها الله تبارك وتعالى في كُل الشرائع التي قد بُعث فيها الأنبياء والرسل عليهم السلام.
دعاء المسلم لنفسه
من الواجب على الفرد المسلم أن يدعو لنفسه على الدوام، وباستمرار، حيث تتوافر تلك الأدعية في القرآن الكريم إلى جانب السنة النبوية المطهرة، والتي حثَّنا سيدنا محمد على الدُعاء بها للنفس وترديدها أيضاً، ويُعد الدُعاء للنفس من أبرز الصور التي توضح رحمة الله تبارك وتعالى بالعبد المسلم، ورغبة الله جلَّ وعلا بأن يسمع صوت العبد وهو يُناجيه ويتضرع إليه بالدُعاء، ولهذا نجد أنَّ كافة الكُتب السماوية قد حثَّت العباد على الدُعاء، ومن بين تلك الكتب هو كتاب الله تبارك وتعالى القرآن الكريم وكذلك سنة سيدنا محمد عليه السلام.
ونوجد العديد من الأدعية التي يمكن للفرد المسلم أن يدعو بها الله تبارك وتعالى لنفسه وهي على النحو الآتي:
- أن يدعو الفرد المسلم لنفسه وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم-، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم -، وأنت المستعان، وعليك البلاغ. ولا حول ولا قوة إلا بالله“، حيث أنَّ هذا الدُعاء من بين الأدعية التي حثَّنا سيدنا محمد على ترديدها باستمرار، حيث يطلب به العون من الله ويتضمن على كلمة الحوقلة العظيمة، وطلب الاستعاذة من كل الشرور التي تعوذ منها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- أن يقول الفرد المسلم في دُعائه لنفسه: “اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها.. أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها“، كما ويتضمن هذا الدُعاء طلب الاستعاذة من كل الأمور التي تعوذ منها سيدنا محمد عليه السلام، وطلب تزكية النفس من الذنوب والخطايا، وطلب التعوذ من ذلك العلم الذي لا ينتفع به العبد، وغيرها من الأمور.
- أن يطلب الفرد المسلم من الله تبارك وتعالى الدُعاء للنفس وهذا من خلال قوله في دُعائه: “اللَّهُمَّ إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم ، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري ، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، اللَّهُمَّ إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك، اللَّهُمَّ اجعل حبك أحب إلي من نفسي، وأهلي، ومن الماء البارد”.
- أن يقول المسلم في دُعائه لنفسه: “اللَّهُمَّ مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير.. رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك، وازرقني زواجًا قريبًا يكون لنفسي طمأنينة وسكن“. وهذا الدُعاء يتضمن على الكلمات العظيمة من حيث الأثر والفائدة، حيث يطلب العبد من الله في هذا الدُعاء أن يؤته من الخير، ويطلب الرحمة منه كذلك، وطلب الرزق بالزوج الصالح الذي يكون زوج الراحة والطمأنينة.
- أن يقول المسلم في دُعائه لنفسه: “اللَّهُمَّ زدني ولا تنقصني، وأكرمني ولا تهنّي، وأعطني ولا تحرمني، وآثرني ولا تؤثر عليّ، وأرضني وارض عني، اللَّهُمَّ أقل عثراتي. واغفر زلاتي، وكفّر عني سيئاتي، وتوفني مع الأبرار، يا عزيز يا غفار“.
- أن يدعو المسلم لنفسه وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ إنا أسألك أن تمسح عني أوجاعي، وتنور ظلمات لياليّ، اللهم اسقني فرحاً، وارزقني من كل مداخل الخير.. اللَّهُمَّ يا قوي من للضعيف غيرك، اللَّهُمَّ يا غني من للفقير غيرك، اللَّهُمَّ يا عزيز من للذليل غيرك، اللهم اغنني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك“.
وهذه من بين أهم الأدعية التي يستطيع أن يدعو بها الفرد المسلم لنفسه، والتي تعمل على جمع خيريّ الحياة الدُنيا والآخرة أيضًا.