زهد النبي محمد في حياته

اقرأ في هذا المقال


زهد النبي محمد في حياته:

من دلائل الصِّدق على أنَّ الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم مرْسَل من عند الله سبحانه وتعالى هو أنَّ النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم كان زاهدًا في حياته عليه الصلاة والسلام، فلم يكن النّبي الكريم يَطْلب على عمَلِه أجرًا أو ثمناً، فقد كان النّبي الكريم زاهدًا في المال، وكان النّبي زاهداً في كلِّ ما هو مادِّي (يختص بالمادة إن كان طعاماً أو شراباً أو مادةً)، كما كان النًبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم زاهدًا أيضاً في الجاه والمنصب.

أمّا زُهْد النّبي في الجاه، فكان يَتَمَثَّل في جميع أحواله:
أراد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أن يَمْتدحوه، ويُثْنُوا على الرسول الكريم، فقال النّبي: “لا تُطْرُوني كما أَطْرَت النصارى المسيحَ ابن مريم”.

وقد قدِم الوليد بن المغيرة مندوبًا عن الكفار المشركين؛ حتى يُفاوض الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم، وعرَضَ عليه الوليد بن المغيرة من كلِّ مُتَع الحياة، فكان جواب الرسول محمد أنْ قرَأَ عليه افتتاحيَّة من سورة (حم) فُصِّلت، فقال عزّ من قال: {حم ﴿1﴾ تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿3﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿4﴾ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ﴿5﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴿6﴾ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿7﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿8﴾ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿9﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴿10﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿11﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿12﴾ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } صدق الله العظيم [فصلت:1- 13].

فذلك هو الزُّهد الذي كان طبيعة وصفة من طبائع وصفات الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم.


شارك المقالة: