بعد وفاة زوجة النبي ، عقد النبي على أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة العامرية القرشية.
سودة بنت زمعة:
هي سودة بنت زمعة العامرية القرشية، زوجة السكران بن عمرو، وأمها الشموس بنت قيس، كانت من المهاجرين إلى الحبشة هي وزوجها السكران بن عمرو، ففروا هاربين من أذى قريش بأنفسهم ودينهم، وكان لها من الأولاد خمساً.
وأثناء وجودهم في الحبشة سمعوا أنَّ قريشاً قد دخلوا بأكملهم في دين النبي محمد، فكان هذا الخبر المزيف مفرحاً لهم ، فحملوا أمتعتهم ورجعوا إلى المدينة ، ووجوههم مغمورة بالسعادة الكبيرة، فلمّا أكتشفوا أنَّ تلك الأخبار مزيفة وكاذبة وقعوا في أسر كفار قريش ، ونالهم من العذاب الذي لا يحتمل.
وكان السكران في عمر الشيخوخة ، ولم يكن جسمهُ قادراً على تحمل شدة العذاب، فسقط طريحاً في الفراش، وأصابه المرض الشديد، وما هي إلا مدة قصيرة حتى وافته المنية.
فاشتدت المصائب على السيدة سودة بعد وفاة زوجها ، وواجهتها ظروف عصيبة من الفتن والمحن وخصوصاً أنَّ أباها وأخاها ما زالوا على شركهم لدعوة النبي، ولكن زواج النبي منها خفَّف من ذلك الحزن الكبير، وهي رضي الله عنها أم المؤمنين ثاني زوجات النبي بعد السيدة خديجة.