تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أثناء فترة عمرة القضاء.
ميمونة بنت الحارث
هي أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر زوجات النبي ( أوآخر من تزوج النبي)، وهي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن جبير روبية الهلالية، وكان اسم أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، ولها عدّة أخوات وهم: (أم الفضل ( واسمها لبابة الكبرى) زوجة عم النبي العباس رضي الله عنهما، ولبابة الصغرى هي زوجة الوليد بن المغيرة المخزومي وهي أم الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
وكان زواج أمّ المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أولاً من مسعود بن عمرو الثقفي، وكان ذلك الزواج قبل ظهور دين الإسلام، ولكنّه فارقها، وبعد ذلك تزوجها أبو رهم بن عبدالعزى.
كانت بداية قصة زواج أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها عندما عرضها عمّ النبي وهو العباس رضي الله عنه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لحقت به لمنطقة سَرِف، والتي تبعد هذه المنطقة مسافة عشرة أميال من مكة المكرمة، وكانت السيدة ميمونة رضي الله عنها هي آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك الزواج في السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك عندما جاء النبي إلى مكة حتى يقوم بمناسك عمرة القضاء التي اتفق عليها في صلح الحديبية.
وكانت السيدة ميمونة رضي الله عنها خالة الصحابي الجليل خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وكان قد أصدقها عمّ النبي العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمئة درهم، قد قيل أيضاً أنّ السيدة ميمونة أم المؤمنين هي التي وَهَبَتْ نفسها لسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ وكان ذلك أنّ خطبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وكانت السيدة ميمونة على بعيرها، فقالت حينها السيدة ميمونة: (البعير وما عليه لله ولرسوله).
وبعد أن توفي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عاشت أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم في نشر أحاديث وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بين الصحابة والتابعين (نشر سنّة النبي)؛ لأنّ السيدة ميمونة رضي الله عنها كانت من الواعين في الحديث الشريف وممّن تلقاه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت السيدة ميمونة تتمسك بشدة كبيرة في الهدي النبوي وكل ما يتعلق بالخصال المحمدية، وكان منها حفظ الحديث النبوي الشريف، حيث قامت بروايته ونقله إلى العديد من كبار الصحابة الكرام والتابعين وأئمة علماء هذا الدين.
وتعتبر أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها من المكثرات لرواية أحاديث رسول الله وكانت من الحافظات له، وقد روت السيدة ميمونة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث ستّةً وسبعين حديثاً.