زوجة النبي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق

اقرأ في هذا المقال


زوجة النبي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق:

يلتقي نسب أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها مع الرسول محمد في سادس جد، وهو الجد مرة بن كعب، خطبها الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم وهو في مكة المكرمة، وكانت حينها تبلغ من العمر سبعة أعوام، وهي ابنة أول من آمن من الرجال مع النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وهو سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.

وهي السيدة عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن نعمان بن عمرو بن كعب القرشية التيمية المكية النبوية، وهي أم المؤمنين، والسيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق هي ثالث زوجات الرسول الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام- والسيدة عائشة هي أكثر زوجات النّبي محمد ونساء الأمّة كافة فقهاً في الدين وفي مختلف العلوم.

لقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها البكر الوحيدة بين زوجات النّبي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً، وقد تواترت عنها العديد من الأحاديث، وتواترت عنها الكثير من الفتاوى، وعن سيدنا أبي بكر الصديق وعن سيدنا عمر بن الخطاب وعم السيدة فاطمة وعن حمزة بن عمرو الأسلمي أيضاً. حيث روت ما يقارب ألفين ومئتين وعشرة أحاديث عن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم، وقد روى منهما الشيخان مئة وأربعة وسبعين حديثاً، وروى صحيح مسلم تسعة وستين آخرين، وقد روى البخاري أربعة وخمسين حديثاً.

حدثت مع السيدة عائشة رضي الله عنها حادثة الإفك المعروفة والشهيرة، وهي الحادثة التي اتهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها بالإثم مع أحد الصحابة بسبب تخلفها وتأخرها عن رحل النّبي، حيث لم ينزل الوحي بأي آية تتعلق بزوجات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلّا السيدة عائشة رضوان الله عليها، وذلك حتى تبرئها من الحادثة بعد مدّة حوالي شهر كامل من الشك في الأمر ومن الخوف والقلق، حتى أنه قد راود رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- شك بتلك الحادثة.

عندها ذهبت إلى بيت أهلها ولازمته، ولم يكن من والديها أيُّ قول غير قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، بعد ذلك ظهر الخبر الصحيح اليقين ببرائتها من تلك الاتهامات غير الصحيحة حيث قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ“…سورة النور.

لقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تصحح رأي الناس في المرأة العربية بشكل كامل، فقد جمعت السيدة عائشة رضي الله عنها بين كل جوانب العلوم الدينية والإسلامية ، فالسيدة عائشة هي السيدة المفسرة والسيدة العالمة والسيدة المحدثة والسيدة الفقيهة.

كما أنّ عروة بن الزبير قال فيها:“ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة”، وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر:” إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر”.

توفيت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها عندما بلغت السادسة والستين من عمرها، وذلك بعد أن تركت السيدة عائشة أعمق الأثر في جميع جوانب الحياة من الناحية الفقهية والناحية الاجتماعية وأيضاً السياسية للمسلمين، وقد حفظت لهم آلاف الأحاديث من صحيح الحديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم .


شارك المقالة: