استمرت الغزوات والسرايا في السنة الثانية للهجرة، حتى أنَّ إحدى تلك السرايا كانت سبباً في قيام غزوة بدر الكبرى.
غزوة سفوان
في السنة الثانية للهجرة وتحديداً في شهر ربيع الأول ، قام رجل اسمه كرز بن جابر بالتعدي على مراعي المدينة وكان معه قوات من المشركين، حيث استولت على بعض المواشي ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سبعين رجلاً للحاق ومطاردة كرز ومن معه، حتى بلغ وادي سفوان القريب من بدر ولكنَّ النبي ومن معه لم يستطيعوا إدراكهم ، فعاد النبي من دون حرب، حيث سميت هذه الغزوة بغزوة بدر الأولى.
وقد استخلف النبي في هذه الغزوة على المدينة الصحابي الجليل زيد بن الحارثة رضي الله عنه، وكان اللواء أبيضاً يحمله الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
غزوة ذى العشيرة
في شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مئة وخمسين رجلاً من المهاجرين؛ ليعترضوا عيراً مملوكةً لقريش كانت ذاهبةً تجاة الشام ، حيث علموا أنَّ فيها أيضاً أموالاً لقريش، ولكنَّ العير قد فاتتهم بأيام، وهي العير نفسها التي خرج النبي في طلبها أثناء عودتها من الشام والتي كانت سبباً في غزوة بدر الكبرى .
وعقد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة معاهدة مع بني مدلج وحلفائهم من بني ضمرة ونصّت المعاهده على عدم اعتداء معهم، وكان يستخلف على المدينة في هذه الغزوة هو أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكان يحمل اللواء الأبيض الصحابي حمزة بن عبد المطلب.