سرية أبي العوجاء لبني سليم

اقرأ في هذا المقال


سرية أبي العوجاء لبني سليم:

جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.

زمان وموقع السرية:

وقعت أحداث تلك السرية في شهر ذي الحجة وذلك من العام السابع من الهجرة النبوية الشريفة، وكانت هذه السرية موجهة ومبعوثة إلى بني سليم التي قطنت صحراء نجد، وكانت على طريق القوافل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.

قيادة السرية:

حيث كان قائد تلك السرية هو الصحابي الجليل ابن أبي العوجاء السلمي رضي الله عنه، وكان معه عدد خمسين رجلًا من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

أسباب تلك السرية:

كانت هذه السرية واحدة من السرايا والبعثات التي أرسلها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حتى يردع بها القبائل التي كانت تتحالف ضد دين الله الإسلام، وبالأخص بعد أحداث غزوة خيبر وهي الغزوة التي كان لها دور كبير في القضاء على شوكة اليهود، حيث كانت قبيلة بني سليم من القبائل التي تعادي دين الله الإسلام وكانت دائمة العداوة حينها، وقد سبق للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أن خرج إليهم في غزوة وقد أرسل العديد والكثير من السرايا حتى يقوم بردعهم عن كل ما يقومون به ضد دين الله الحنيف .

أحداث سرية أبي العوجاء السلمي:

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل ابن أبي العوجاء رضي االله تعالى عنه إلى قبيلة بني سليم، ولكن حدث هناك أن خرج جاسوس ومصدر إليهم وقد أنذرهم وحذرهم ممّا سيكون، حينها احتشدوا للمسلمين، حيث سعى الصحابة رضوان الله عليهم في هذه السرية أولًا إلى دعوة قبيلة بني سليم للدخول في دين الله الإسلام، حينها رشقوهم ورموهم بالنبل، ولم يسمعوا قول الصحابة رضوان الله عليهم ، ومن ثم قالوا: “لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه”. [ابن سعد 2/131]

وقد استمر التراشق والترامي بالنبل ساعة، حيث أحدقوا بالمسلمين من كل جانب ومن كل ناحية، حيث قتلوا في المسلمين مقتلة كثيرة، لدرجة أنّه استشهد عامة السرية، وبعد ذلك أصيب في هذه السرية القائد الصحابي ابن أبي العوجاء وكان جريحًا مع القتلى، وقد تحامل الصحابي ابن أبي العوجاء على نفسه حتى جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وكان ذلك في أول يوم من أيام شهر صفر وذلك في السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة.

يقول صاحب المقتفى:

“عاجوا ونجل أبي العوجاء قائدهم ……… إِلَى سليم فَمَا آبوا وَلَا رجعُوا
واستشهدوا غير آحَاد فيا لَهُم ……قوماً جنوا فِي جنان الْخلد مَا زرعوا”

ونجد في هذه السرية كمية الكراهية من بني سليم وموقفهم العدائي الكبير والحاقد من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الموقف العدائي لم يدم طويلًا، فقد تبدل ذلك الكره إلى إيمان بالله وحده ونصرة الإسلام الذي دخل فيه قوم بني سليم أفواجًا كبيرة وذلك حدث بعد الفتح.[بني سليم في الجاهلية والإسلام :عبدالرحيم عسيلان].

نتائج سرية أبي العوجاء لبني سليم:

كانت نتائج سرية الصحابي أبي العوجاء إلى بني سليم هي استشهاد عدد كبير من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وأيضاً جرح قائد تلك السرية وهو الصحابي الجليل ابن أبي العوجاء السُلمي رضي الله عنه وأرضاه.

الدرس المستفاد من سرية بني سليم:

  1. كم الدروس المستفادة من تلك السرية هو التزام صحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بنهجه في دعوة القوم إلى الدخول في دين الله الإسلام قبل قتالهم، وأيضاً صبرهم في القتال.
  2. ومن الدروس المستفادة أيضاً هو خروج المسلمين لملاقاة عدوهم مبكرًا وذلك لردع الفتن، وكان هذا ضمن ووفق خطة نبوية حكيمة، وهو منهج النبوي في القيادة العسكرية الراشدة والحكيمة.

شارك المقالة: