سرية بشير بن سعد إلى فدك

اقرأ في هذا المقال


سرية بشير بن سعد إلى فدك:

جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.

متى كانت سرية بشير إلى بني مرة وأين:

وقعت أحداث تلك السرية في شهر شعبان وذلك من العام السابع من الهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك على مقربة من قرية كانت بينها وبين المدينة المنورة مسافة ستة أميال وتسمّى تلك القرية “فَدَكَ”.

قائد سرية:

كان قائد تلك السرية هو الصحابي الجليل بشير بن سعد رضي الله عنه، وكان معه عدد ثلاثين رجلاً من أصحابه الكرام، حيث كانوا متوجهين نحو بني مرة.

أسباب وقوع السرية:

لقد كانت بنو مرة من القبائل العربية المتواطئة والمعادية ضد دعوة دين الله الإسلام ونبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قد بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعوثه في ذلك العام حتى يقوم بردع الأعراب عمومًا.

أحداث السرية:

أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي بشير بن سعد رضي الله عنه إلى بني مرة في فدك، فخرجت السرية ولقيت شاة(الماعز والضأن والبقر ونحوه)، وقد سأل عن القوم الذين خرجوا في طلبهم، فقيل له في بواديهم، عندها استاق النعم والشاة، ومن ثم انحدر إلى المدينة المنورة.

حيث قد صاح ونادى منادِ فيهم كان خبرهم بالذي حدث، عندها تجتمع عدد كبير في وقت الليل، ومن ثم باتوا يتراشقون ويرمون بالنبل مع سرية المسلمين، حيث قد فني النبل من عند الصحابة المسلمين، ومن ثم استمر التراشق بالنبل حتى وقت الصباح.

حيث أجهز رجال قوم بني مرة على الصحابي بشير ومن معه أصحابه الكرام، حيث قد قتلوا منهم ما قتلوا، وقد هرب منهم من هرب، وقاتل الصحابي بشير رضي الله عنه قتالًا شديداُ حتى جُرح رضي الله عنه وصار ما به رمق، وقد ضربت كعبه رضي الله عنه وذلك اختبارًا له أنّه على قيد الحياة أم حينها لم يتحرك بشير، فقيل أنّه مات، عندها عادوا بنعمهم وشياههم.

وقد ظل الصحابي الجليل بشير رضي الله تعالى عنه بين القتلى ولم يبدي أي حراك، وعندما انصرف القوم، تحامل بشير على قدمه حتى وصل إلى فدك، حيث قيل أنّه قد أقام عند رجل يهودي مدة من الزمن حتى أصبح قوياً على المشي، ومن جاء إلى المدينة المنورة.

وقد أرسل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لقوم بنى مرة هؤلاء الصحابي الجليل غالب بن عبد الله وذلك حتى يقتص للذين قتلوهم من الصحابى المؤمنين في السرية، وحتى يفلوا شوكتهم. 

نتائج السرية:

كانت نتائج تلك السرية هو حدوث قتال بين المسلمين وبني مرة، ويضاً استشهاد عدد من المسلمين في تلك السرية بسبب القتال الذي جرى، وكاد الصحابي الجليل بشير بن سعد رضي الله عنه أن يُقتل في تلك السرية، وقد رجع بني مرة بما أخذه المسلمون من النعم والشاة.

ما الدرس المستفاد من سرية بشير لبني مرة:

  1. كان من الدروس المستفادة في تلك السرية هو شجاعة القائد المسلم وأيضاً عزيمته ومثابرته في قتال الكفار والمشركين، حتى أن القائد المسلم كاد يقتل في تلك السرية لولا إرادة الله سبحانه وتعالى.
  2. ويستفاد أيضاً من تلك السرية كغيرها من السرايا هو قيمة مجاهدة الأعداء الكفار والمشركين بمنطق المبادأة وليس مجرد الدفع.
    وكانت هذه السرية هي من سلسلة السرايا التي حدثت في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكانت تلك السرية في السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة، هكذا قدم الصحابة التضحيات لإعلاء كلمة الله تعالى والحفاظ على دين الإسلام الحنيف فكانوا خير أمّة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله .

شارك المقالة: