سرية ذات السلاسل

اقرأ في هذا المقال


علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بما فعلته القبائل العربية التي تسكن حول منطق بلاد الشام بموقفها في معركة مؤتة من خلال اجتماعهم واتحادهم مع دولة الرومان في الحرب ضد جيش المسلمين.

عندها شعر النبي صلى الله عليه وسلم بأمس الحاجة الكبيرة إلى القيام بعمل ذو حكمة كبيرة يوقع الفرقة بين تلك القبائل وبين دولة الرومان وتكون هذه الأعمال سبباً مهماً للائتلاف بينها وبين المسلمين، حتى لا تتجمع مثل تلك الجموع الكبيرة مرة ثانية.

حينها قام النبي باختيار الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه للقيام بتلك الخطة المهمة والحكيمة؛ لأنّ جدته ( أم أبيه) كانت امرأة من بلى، وفي شهر جمادى الآخرة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة أرسل النبي عمر بن العاص إلى بلىًّ على إثر معركة مؤتة ليستألفهم، وكان هناك عدّة أقاويل أنّ الاستخبارات نقلت أنّ هناك جمعاً من قضاعة قد قاموا بالتجمع يريدون أن يقتربوا من أطراف المدينة المنورة ، فبعثه النبي إليهم، ويمكن أن يكون السببان اجتمعا معاً في آن واحد.

وعقد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابي عمرو بن العاص لواء أبيض وأيضاً جعل مع عمر راية سوداء، وأرسل معه ثلاثمائة من سرايا المهاجرين والأنصار، وكان معهم أيضاً ثلاثون فرساً، وأمر النبي الصحابي عمر أن يستعين بمن مر به من بلى وعذرة وبلقين، حينها كان يسير عمر في الليل ويكمن في وقت النهار، فعندما اقترب من القوم بلغة أنّ لهم جمعاً كثيراً، حينها أرسل رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الأمداد، فبعث الرسول إليه الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح ومعه مئتين من الرجال وعقد له لواء، وأرسل معه سراة من رجال المهاجرين والأنصار، حيث كان فيهم من الرجال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي عنه، وأمره أن يلحق بسرية عمرو بن العاص، وطلب منهم أن يكونوا جميعاً ولا يختلفوا .

فعندما لحق أبو عبيدة بالسرية أراد أبو عبيدة أن يؤم الناس في الصلاة، لكن قال عمرو إنّما قدمت على مدد وأنا الأمير في هذه السرية، عندها أطاعه أبو عبيدة عامر بن الجراح، فكان عمرو بن العاص هو من يصلي بالناس.


وسارت السرية حتى وصلوا إلى بلاد قضاعة، وهناك لقي في ذلك الجمع، عندها حمل عليهم سرية المسلمين لكنّهم هربوا في البلاد وتفرق ذلك الجمع، وبعث الصحابي عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يخبره بقفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم، وسميت سرية ذات السلاسل لأنّ سرية المسلمين نزلوا على ماء بأرض جذام يسمّى ذلك الماء (السلسل)، فسميت سرية ذات السلاسل.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: