سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة:
جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.
وقد خرجت تلك السرية في الخامس من شهر محرم في السنة الرابعة من الهجرة النبوية الشريفة، وكان سبب إرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم تلك السرية هو احتشاد وجمع خالد الهذلي وعدد من الكارهين والحاقدين والمانعين لدعوة دين الإسلام، وكان ذلك بغرض مهاجمة المدينة المنورة.
وكان قائد تلك السرية هو الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه، وفي المقابل كان على رأس الأعداء المتربصين هو خالد بن سفيان الهذلي.
وكانت أحداث تلك السرية هو تبلغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن هناك جموعًا قد تجمعت واحتشدت خلف خالد الهذلي لملاقاة ومواجهة المسلمين، فأرسل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للصحابي عبد الله بن أنيس رضي الله عنه وهو صحابي شهد مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام الغزوات، حيث يطلب منه مواجهة هذه الجموع والحشود وقائدها، وقد وصفه له بقوله صلى الله عليه وسلم :“إذا رأيته وجدت له قشعريرة” ، (أي: هيبة ومخافة بنفس من يراه)، وهو ما حدث بالفعل.
فقد رآه الصحابي الجليل عبد الله أنيس متوكئًا على عصا يهدّ الأرض ووراءه الأحابيش ويقصد بذلك( أي: أخلاط الناس ممن انضم إليه)، وقد قام يتابعه وهو يصلي العصر بالإيماء، وقد تحدث له مخادعاً له ومدعيًا أنّه رجل من قوم خزاعة يريد الانضمام له بهدف القضاء على محمد وعلى دعوته التي فارقت دين آبائهم وقد سفهت أحلامهم، ولما تفرق عنه أصحابه وقد دخل ختى قتله الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس رضي اله عنه.
وقال ابن أنيس في خالد الذي قتله:
“تركت ابن ثور كالحوار وحوله….نوائح تفري كل جيب مقدد
تناولته والظعن خلفي وخلفه…..بأبيض من ماء الحديد مهند
عجوم لهام الدارعين كأنّه…..شهاب غضى من ملهب متوقد”.
فعندما رجع الصخابي الجليل عبد الله ابن أنيس للمدينة المنورة، شارف حينها المسجد حيث يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم، عندها قال له النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “قد أفلح الوجه”، ومن ثم منحه عصا قائلًا: “آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة إنّ أقل الناس المتخصرون يومئذٍ” فبقيت تلك العصا عنده وقد أوصى أهله حين مماته أن يدخلوها له في كفنه وأن يجعلوها بين جلده وبين كفنه ففعلوا ذلك.
فكانت نتائج سرية الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس رضي الله عنه هو قتل خالد الهذلي وهو أحد رؤوس الكفر الشرك، والمستفاد منها هو أن هزيمة غزوة أُحد لا تكسر نفوس المسلمين لأنّ بين المسلمين قائد ونبي قوي شجاع وحكيم عظيم أرسلهم وبعثهم بطلب رؤوس الكفر الشرك .