سرية علي بن أبي طالب إلى بني مذحج:
وفي شهر رمضان المبارك بعث النّبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعه جمع إلى بني مذْحِج، وهي قبيلة يمانية، وعَمَّمه النّبي بيده، وقال النّبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم له: “سر حتى تنزل بساحتهم، فادعهم إلى قول لا إله إلاّ الله، فإن قالوا: نعم، فَمُرْهُمْ بالصلاة ولا تبغِ منهم غير ذلك، وَلأَنْ يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس، ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك”.
فعندما وصل إليهم لقي هناك جموعهم، فدعاهم إلى الدخول في دين الإسلام، لكنّهم رفضوا، حتى أنّهم رموا المسلمين بالنبل، حينها صفَّ عليٌّ بن أبي طالب أصحابه، وأمرهم علي بالقتال، عندها قاتلوا حتى هزموا ذلك الجمع، فكفَّ علي بن أبي طالب عن طلبهم، وبعد ذلك لحقهم ودعاهم إلى الدخول في دين الله الإسلام، حينها أجابوا طلبه، وبايعه رؤساؤهم على طلبه، وقالوا لعلي بن أبي طالب: “نحن على مَنْ وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله”، ففعل علي ذلك.
ومن ثمّ رجع الصحابي الجليل علي بن أبي طالب إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حتى أنّه وافاه في مكة المكرمة في حجة الوداع.