سرية عمرو بن أبي أمية الضمري لقتل أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


سرية عمرو بن أبي أمية الضمري لقتل أبي سفيان:

جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكنّ الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.

متى كانت سرية عمرو بن أبي أمية وأين:

كانت سرية الصحابي الجليل عمرو بم أمية في السنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة، وقد جرت وقائع تلك السرية ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.

من قائدها؟

وكان قائد تلك السرية هو الصحابي الجليل عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه، وكان معروفاً عن عمرو بن أمية أنّه أحد المقاتلين العرب الشجعان وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان في مواجهة معاوية بن أبي سفيان الذي يعد أهم رؤوس الكفر والشرك في قريش.

أسباب سرية عمرو بن أبي أمية الضمري:

وكانت تلك السرية هي انتقامًا من الغدر بالصحابة الكرام القرَّاء الذين خرجوا حتى يعلموا أهل نجد دين الله الإسلام، حينها غدرت بهم قبيلة قريش، حيث قد قتلت منهم وقامت بتصليب خبيب بن عدي، كما أن قريش قد تآمرت لقتل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

أحداث سرية عمرو بن أبي أمية الضمري:

بعث أبوسفيان بن حرب في رجاله حتى يبحث عمن يقوم بقتل الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، حينها قدم إليه أعرابي يقول ذلك الأعرابي عن نفسه أنّه أجمع وأقوى الرجال قلبًا وأنه أشدهم بطشًا وأنّه أسرعهم عدوًا، وأن مع ذلك الأعربي خنجرًا مثل جناح النسر من شدة حدته، وأنّه عارف في الطريق، وبالفعل ما كان فقد أعطاه أبوسفيان من البعير ومن النفقة.
وقد أمره بالتكتم على ذلك الأمر بشكل كبير، فعندما أقبل ذلك الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في مسجد بني عبد الأشهل، قام بعقل راحلته حينها رآه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي محمد أنّه ذلك الأعرابي لا يريد إلا شرًا، وقد قام بجذبه ومسكه الصحابي أسيد بن حضير فأخذ يخنقه بيده رضي الله عنه، حتى أنّه طلب العفو من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إن أخبرهم بما فيه من الحق، وعندما أعلمهم بذلك الأمر وما كان في نية أبي سفيان (قبل إسلامه) عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الأعرابي، فأسلم الرجل الأعرابي، ومن ثم اعترف بأنّه عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كأنما ذهب عقله وكأنّما ضعفت نفسه وقد علم في نفسه أنّه نبي الحق، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا أن ابتسم.

عندها أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي عمرو بن أمية الضمري إلى أبي سفيان في مكة المكرمة، وكان ذلك الأمر بعد وأحداث واقعتين مُحزنتين في سريتي الرجيع وأيضاً بئر معونة، حيث قُتل فيها الصحابة الكرام غدرًا، وتم صلب الصحابي الجليل خبيب بن عدي بأمر من أبي سفيان(قبل إسلامه).

فعندما وصل الصحابي عمرو الضمري إلى مكة المكرمة، طاف في البيت الحرام في وقت الليل، حينها عرفه معاوية بن أبي سفيان، ومن ثم اشتدت قريش في طلبه ،ولكنهم كانوا يخافونه سبب أنّه كان فاتكًا في الجاهلية وقالوا حينها:” لم يأت عمرو بخير”.

وقد هرب الصحابي عمرو وصاحبه الذي أرسله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للمهمة وبعد ذلك صعدا لشعاب جبل، ومن ثم دخلوا كهفًا، حيث لقي عمرو رجلًا من رجال قريش فقتله، ومن ثم جاء إليهم رجل من رجال قريش يقود فرسًا وقد هما بالغار، فخرج له الصحابي عمرو بالخنجر الذي كان قد أعده لقتل أبي سفيان، عندها ضربه على يده، ومن ثم صاح الرجل صيحة كبيرة جمعت بها من مكة الرجال، وعندما جاءوا إليع وجدوه برمقه الأخير.

حينها علموا منه أنّ من قام بضربه هو الصحابي الجليل عمرو بن أمية رضي الله عنه، فاشتدوا حينها في طلبه مجددا، وبعد ذلك خرج عمرو ومعه صاحبه في وقت الليل من مكة المكرمة يريدان الذهاب إلى المدينة المنورة، لكنّهم مروا بالحرس والرجال الذين يحرسون خشبة خبيب بن عدي ، حينها قال أحدهم: “لولا أنّ عمرو بن أمية بالمدينة لقلت إنه هذا الماشي”، يقول عمرو: “فلما حاذيت الخشبة شددت عليها، فحملتها واشتديت أنا وصاحبي فخرجوا وراءنا، فألقيت الخشبة فغيبه الله عنهم”، وعندما قدموا إلى المدينة أخبرا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بما حصل لهم من أمرهم فتبسم عليه الصلاة والسلام.

نتائج سرية عمرو بن أبي أمية الضمري:

كان من النتائج في تلك السرية هو مقتل رجل وإصابة آخر من كفار قريش، وفوق كل ذلك هو زيادة رهبة وخوف المشركين للمسلمين.

ما الدرس المستفاد من سرية عمرو بن أبي أمية الضمري:

كان من الدروس المستفادة هو أنّ الله سبحانه وتعالى يؤيد رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وقد أعلمه بنية ذلك الرجل الأعرابي الذي أسلم عندا رأى الحق من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.


شارك المقالة: