سمات الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم القيادية

اقرأ في هذا المقال


سمات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية:

منذ صغر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعبقريته وذكاءه دائماً ما تكون موجودة وظاهرة، وكانت همته عالية منذ صغره، كما أن الهمة القيادية كانت تصاحبه، حيث كان يوضع لجدَّ نبينا الكريم عبد المطلب مكان خاص فيه بجانب الكعبة المشرفة يُدفع عنه جميع الصبيان، حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحاولون دفع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يمنعهم جده عبد المطلب قائلاً لهم: “دعوا ابني هذا فإنه سيكون له شأن”.

النبي محمد شجاع منذ صباه:

وقد استنبط أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله علو همة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وذلك منذ صباه، وعدم رضا النبي الكريم باليسير والقليل، وقد اصطفاه الله الباري سبحانه وتعالى لرسالته العظيمة والكريمة، وقد رفع الله نبيه الكريم ديناً وعقلاً وخلقاً أيضاً، فقد جمع ما بين منائر الوحي، وجمع فطانه في السلوك الاجتماعي، وهو الذي جعل من سيرته العظيمة مرجعاً للعبقرية القيادية، فقال عز من قال: ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”، سورة الأحزاب.

وهناك العديد من صفات النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام القيادية من الصدق ومن الشجاعة، وهي الصفات التي اعترف بها الكفار والمشركون، حيث قد لقبوا وسموا النبي قبل البعثة بال “بالصادق الأمين”، كما كانت إحدى علامات ودلائل الملك هرقل الرومي في الاستدلال على نبوة سيدنا محمد ما قال: “هل كُنتُم تتهمونه بالكذب”، فقال: لا، فقلت: ما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله”.

ما هي السمات القيادية؟

  • وأما عن شجاعة النبي الكريم، فكان عليه الصلاة والسلام حاضراً في كل المواقف، ويكفي قول الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كنّا إذا اشتد بِنَا البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم”.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي التروي في أخذ القرارات والدليل على ذلك أن الأنصار عندما انتهوا وخلصوا من عقد بيعة العقبة الثانية قالوا: “يا رسول الله، إن شئت لنميلنّ على أهل منىً غداً بأسيافنا، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم”.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي إشراك الأمة في القرارات وأهمية مشاورتهم على الدوام، حيث كان يقول عليه الصلاة والسلام: “أشيروا علي أيها الناس”، حيث رددها في العديد من المواطن المختلفة مثل غزوة بدر وغزوة أحد، وذلك تحقيقاً للنهج القرآني العظيم، حيث قال عز من قال في محكم كتابه الكريم: “وشاورهم في الأمر “،سورة آل عمران، وأيضاً استكمالا لنهج المجتمع المسلم في الشورى، فقال عز من قال في محكم كتابه الكريم: “وأمرهم شورى بينهم “، سورة الشورى.
  • وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كثير المشورة، حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه: “ما رأيت أحدًا قط، كان أكثر مشورةً لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم” أخرجه أحمد.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي التضحية والخدمات الاجتماعية والتي أحرزها المصطفى المختار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل أن يبعث رحمة للناس كافة، فعندما عاد عليه الصلاة والسلام من غار حراء، قال لأم المؤمنين زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها: “لقد خشيت على نفسي، فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتَحمل الكَلّ، وتُكسب المعدوم، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق “.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هو أنه كان يفتح باب الحوار والمراجعة مثلما كان في اختيار موضع بدر، وأيضاً حكم الأسرى، وقد عاد إلى رأي الصحابي الجليل الحُباب بن المنذر رضي الله عنه: “إن هذا ليس بمنزل”.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي بُعد نظره العجيب، مثلما صنع عليه الصلاة والسلام في “صلح الحديبية” وذلك من الصبر وقبول غبن صلح الحديبية، وذلك حتى يتفرغ للدعوة الإسلامية وإظهار سماحة دين الله الإسلام، وأيضاً فضح غرور قبيلة قريش وأيضاً عدم صلاحيتهم للإشراف على مكة المكرمة وعلى حرمها، وكذلك ترك النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقتل أصحاب النفاق برغم استحقاقهم لذلك، وذلك حتى لا تقول العرب أن محمدا يقوم بقتل أصحابه.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي خدمة الناس ومشاركة الناس بالأعمال والمهام أيضاً، وذلك مثلما شارك عليه الصلاة والسلام في بناء المسجد النبوي وفي حفر الخندق في غزوة الخندق بالرغم من المتاعب التي واجهته من التعب والجوع الشديد، ولكن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد رسخ في عقول الناس فضيلة العمل والتواضع وضرورة احتمال المصاعب والشدائد.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي تهيئة الشباب، وذلك كما حصل من تربية ابن عباس على العلم، وتربية أسامة بن زيد رضي الله عنه للقيادة، وتربية الصحابي الجليل مصعب بن عمير للدعوة، وأيضاً ترك مهاجري الحبشة إلى السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة وذلك للأحوال الطارئة.
  • لم تنأَ عن سيد الخلق صفات الرحمة والعفو رغم كل ما يحدث له ولأصحابه الكرام، قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: “بالمؤمنين رؤوف رحيم” سورة التوبة، وعندما فتح النبي وجيش المسلمين مكة المكرمة ذلك الفتح الأعظم، عفا عليه الصلاة والسلام عن قومه وسامحهم بالرغم ما فعلوه به وبأصحابه الكرام من شدة الأذى، وقد قال يومها: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي إعداد الرجال وأيضاً صناعة الأبطال كما صنع عليه الصلاة والسلام الأبطال في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي ثبات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على مبادئه ودعوته، وذلك برغم العروض التي تقدمت له من الكفار، والإغراءات الكبيرة والتي وضعتها قبيلة قريش وذلك من خلال نائبها “عتبة بن ربيعة” حينما قال للنبي:” يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر، مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك”، فما زاد ذلك القول رسول الله على الإنصات ومن ثم قام بتلاوة صدر سورة فصلت وهي التي قطعت عنقه، وقرّعت أذنه.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي حزم النبي محمد عليه الصلاة والسلام الإداري، مثلما صنع عليه الصلاة والسلام مع الشاعر الهجاء والذي يدعى أبي عزة الجُمحي، وكان قد عفا عنه في غزوة بدر، فعاد ذلك الرجل في غزوة أحد وأسره المسلمون، فأمر به النبي وقُتل، وقال عليه الصلاة والسلام: “لا ترجع إلى مكة، فتمسح عارضيك، وتقول: خدعت محمدا مرتين، لا يُلدغ المؤمن من جحر واحدٍ مرتين “.
  • والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو ليّن رفيق وقت الرفق، وهو صاحب شدة متين وقد الشدة والحسم، حيث يحمي الضعفاء، ويقوم بمساعدة الموالي والمساكين، ويقول: “إخوانكم خوَلكم”، كما في الصحيح، وكانت تأتيه الجارية من نساء المدينة المنورة فيقضي النبي لها حاجتها حيث شاءت.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي عدالته عليه الصلاة والسلام الفذة، وعيش النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الزاهد الفريد، وحرصه عليه الصلاة والسلام على محاسبة أقاربه، حيث قال: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها “، وذلك حتى يكون قدوة للناس ويبعث رسالة يقصد فيها أنني لا أميز بين قريب أو بعيد فكلكم سواسية.
  • ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هو حرص النبي على التجميع والتوحيد وضرورة نبذ الخلاف والتقطيع، وقد صح قوله صلى الله عليه وسلم: “يد الله مع الجماعة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم”.
    ويروى صلى الله عليه وسلم: “لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر”، كما عند الترمذي.
  •  ومن سمات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القيادية هي أنه كان يُشيد ويشجع وكان يرفع المعنويات، وذلك حتى يجعل من أتباعه قوة عظيمة متلاحمة، حيث كانت هناك فئة ترهبها الخصوم، فيريهم عليه الصلاة والسلام في بدر مصارع القوم، وفي غزوة الخندق يبشر النبي أصحابه الكرام بالعاقبة وبالفتوحات، ويقول عليه الصلاة والسلام : “الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم “.

شارك المقالة: