سوق عكاظ

اقرأ في هذا المقال


سوق عكاظ:

يعتبر سوق عكاظ أحد أشهر الأسواق المعروفة بين العرب ليس في منطقة الجزيرة العربية وحدها، بل إنّه مشهور حتى في الشرق الأدنى كله، وكان ذلك السوق يبدأ بأول شهر ذي القعدة من كل عام ولا يزال ذلك السوق قائماً يبيع الناس ويشترون فيها ويتعاكظون (تناشدوا الأشعارَ وتفاخروا وتجادلوا وتبايعوا) إلى أن يأتي وقت الحج. وعكاظ تقع بين نخلة في وادي اليمانية والطائف.

وعكاظ هى في الأصل تقع في ديار هوازن، حيث كان الملك النعمان بن المنذر يغتنم فرصة مجيء وقت سوق عكاظ حتى يرسل في كل سنة العديد من القوافل المحملة بمختلف السلع والبضائع إلى ذلك السوق، حتى يقوم ببيع تلك البضائع والسلع، ويشترى بثمن تلك البضائع من منتوجات البلاد العربية، وبضائع أخرى أيضاً.

وفي السنة التي حدثت فيها فيها حروب الفجار، أوقر (حمّل) الملك النعمان قافلة ضخمة من الجمال تجمع مختلف السلع والبضائع، وقرر أن يرسل بها كالعادة إلى سوق عكاظ ، وقام بالبحث عمّن يجيرها في بلاد العرب حتى تعود تلك القافلة من الحيرة.

فقال له البراض أنا أجيرها، فقال له الملك النعمان وقد كان يعرف خليع وأنّه ليس من قيس: “إنّما أريد رجلاً يجيرها على أهل نجد”، فقال رجل يدعى “عروة الرحال ابن عتبة بن جعفر بن کلاب” وهو أحد رجال هوازن: “أنا أجيرها أبيت اللعن، فقال له البراض وهو رجل من كنانة: أتجيرها على كنانة ؟ قال : نعم وعلى الخلق كله، أفكلب خليع يجيرها؟” يعرض بالبراض بن قيس.

وكان عروة الرحال ابن عتبة بن جعفر بن کلاب يوجد في أعز قبيلة نجدية من هوازن، وهي قبيلة بنو عامر بن صعصعة. عندها قبل الملك النعمان بجوار عروة الرحال، حينها شخّص عروة الرحال بقافلة الملك النعمان الكبيرة، حيث اجتاز بها حدود منطقة الجزيرة العربية.

وكان البراض بن قيس يتعقب قافلة عروة الرحال، لكن عروة الرحال كان يعرف كل ذلك ولكنّه لا يخشاه وحتى إذا ما تجاوز عروة الرحال بتلك القافلة أكثر في بلاد نجد، وفي بقعة من أرض غطفان تدعى ( تیمن ) وهو مكان يقرب من خيبر، نام عروة الرحال تحت ظل شجرة، فاغتنم البراض بن قیس تلك الفرصة حيث وثب على عروة الرحال في الشهر الحرام وقام بقتله.

ومن ثم قام بالاستيلاء على تلك القافلة، حيث استاقها بما تحمل تلك القافلة من أموال تتبع للملك النعمان ومن ثم قصد بها مكة المكرمة، وفي الوقت الذي قتل فيه البراض بن قيس الكناني عروة الرحال الهوازني، كان سوق عكاظ قائماً وذلك كان في الشهر الحرام وهو شهر ذي القعدة الذي يأمن فيه جميع العرب القتال بعضهم بعضاً مهم كان يوجد بينهم من حروب و دماء.

وكان البراض من كنانة وحليفاً من حلفاء قبيلة قريش، وكانت قبيلة قريش وكنانة يتواجدون في سوق عكاظ الشهير الذي هو في الأصل يقع في أرض هوازن، فخشى البراض بعد ما ارتكب من فعلته وقام بقتل عروة الرحال، أن يصل خبر مقتل عروة إلى هوازن، حينها استأجر البراض أحد الرجل ومن ثم كلفه، بعد أن أجزل له العطاء من ذلك الإبل، أن يقوم يإبلاغ حليفه وهو حرب بن أمية بن عبد شمس ، وأيضاُ عبد الله بن جدعان ، وهشام وأيضً الوليد ابني المغيرة بأنه قد قام بقتل عروة الرحال حتى ينسحبوا مع جميع رجال قریش من عكاظ قبل أن يبلغ ذلك الخبر قيس عيلان فيقتلوا به عظيماً من قبيلة قريش.

فقال الرجل المستأجر للبراض: “وما يؤمنك أن تكون أنت ذلك القتيل؟ قال: إن هوازن لا ترضى أن تقتل بسيدها رجلاً خليعاً طريدة من بني ضمرة” (یعنی من نفسه).

وفي الحال وقبل أن يصل خبر مقتل عروة إلى هوازن، تبلغت قریش وكنانة بذلك الخبر فقاموا بكتمه حتى لا تفتك بهم هوازن في سوق عكاظ، عندها قرروا الانسحاب منها خلسة، وعندما كان الوقت في الشهر الحرام وكان الناس آمنون بعضهم بعضاً، دفع كل العرب أسلحتهم إلى عبد الله بن جدعان القرشي وديعة حتى ينتهوا من أسواقهم ومن ثم يردها عليهم، وتلك كانت عادتهم في كل سنة.


شارك المقالة: