وقبل أن يبدأ الجيشان بالقتال، قامت قريش بمحاولة تفريق وزرع نزاعات بين بين صفوف جيش المسلمين.
سياسة التفرقة
بدأت قريش المعركة ولكن من الناحية النفسية، فكانت لهم سياسة يتبعونها قبل بدأ القتال وهي سياسة التفرقة، فكانت لهم محاولة الفتنة بين صفوف جيش النبي عليه الصلاة والسلام، فقد أرسل أبو سفيان إلى الأنصار أن يخلوا بيننا وبين أبن عمنا ونبتعد عنكم فلا داعي للقتال معكم، ولكن هذه المحاولة كانت في قمة فشلها بسبب الإيمان العظيم الموجود في قلوب الأنصار، فقام الأنصار بالرد عليه بطريقة عنيفة جداً، وأسمعوا أبو سفيان كلاماً يكرهه.
ومع قرب ساعة الحسم لبدئ القتال، واقتراب الجيشان من أرض المعركة، لكن لم تستغني قريش عن استخدام أساليبها السياسية أبداً، وقامت بمحاولة ثانية لإيقاع الفرقة بين صفوف جيش النبي، فأرسلوا إلى الأنصار عميلاً اسمه عبد عمرو بن صيفي ويكنى أبا عامر، وكان يسمى بين قومه بالراهب، وسماه النبي ( الفاسق )، وهو زعيم الأوس في الجاهلية، وعندما جاء الإسلام كان من الذين جاهروا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالعداوة، وكان ممَّن يثيرون قريش على قتال النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد وعد أبا عمر قريش بأنَّ قومه إذا رأوه فإنَّهم سيطيعونه، وعندما خرج قام ونادى قومه، ولكن كان رد الأوس قاسياً له، ممّا يثبت قوة الإيمان عندهم، وبذلك فقد كانت خطة قريش الثانية فاشلة كسابقتها، وهذا أكبر دليل على قوة الإيمان في قلوب المسلمين، وأنّ هذه القوة لا يفرقها أي اتفاق سياسي، ولكنّ الأعمال التي تقوم بها قريش قبل بداية القتال تدل على خوفهم الكبير، وعلى أنّ هيبة المسلمين تسيطر على قلوب الكفار، مع أنّ جيش الكفار أكثر عدد وعدّةً.
نساء قريش في المعركة
وكان عادات قبيلة قريش هو خروج النساء معهم في المعارك التي يخوضونها، فكان لهم نصيب من المشاركة في موقعة أحد، وذلك بقيادة زوجة أبي سفيان وهي هند بنت عتبة، فكانت نساء قريش في المعركة يضربن الدفوف أثناء مسيرهم بين صفوف جيش قريش، حتى يحرِّضن الجنود على القتال، ويحركن مشاعر النضال والشجاعة في رجال جيشهم.