وهي ثاني الصلوات الخمسة المفروضة كل يوم وليلة، باتفاق المسلمين: وهي صلاة سريَّه تتكوَّن من أربع ركعات، وتعقد طوال أيام الأسبوع وقت الظهيرة عدا يوم الجمعة، فتحلّ مكانها صلاة الجمعة بالنسبة لمن يذهب إلى المسجد.
وهي أول صلاة صلَّاها النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فرض الصلوات الخمس.
وقت صلاة الظهر
يبدأ وقت صلاة الظُّهر من زوال الشَّمس عن وسطِ السماء، ويمتدُّ إلى أن يصير ظلّ كل شيء مثله، سوى في الزَّوال،
أي إلى دخول وقت العصر، إلا أنَّه يُستحبُّ تأخير صلاة الظهر عن أول الوقت في المسجد عند شدّة الحر، حتى لا يَشقَّ على المصلين ذهابهم إلى المسجد.
والدليل من السنَّة على ذلك: قال أنس ابن مالك، ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتدَّ البردُ بكَّرَ بالصَّلاة، وإذا اشتدَّ الحرُّ أبرد بالصّلاة )) “رواه البخاري”.
وعن أبي ذرٍ قال: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأراد المؤذِّن أن يؤذِّن الظُّهر فقال: أبرد، ثمَّ أراد أن يؤذِّن فقال: أبرد، مرتين أو ثلاثاً، حتى رأينا في التُّلول ثمَّ قال: (( إنَّ شدَّة الحرِّ من فيح جهنم، فإذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوه بالصّلاة)) “رواه البخاري ومسلم”.
( الفئ: الظل الذي بعد الزوال) .
(والتلول: جمع تل هو ما اجتمع على الأرض من تراب أو نحو ذلك غاية الإبراد .
صلاة السنة الرتبة
عدد ركعات سنَّة الظُّهر ركعتان قبلها وركعتان بعدها، وورد كذلك أنَّه يصلِّي أربعاً قبلها وركعتين بعدها. والدليل على ذلك:
كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحافظ على عشر ركعات في الحضر دائمًا، وهي التي قال فيها ابن عمر: “حَفِظْتُ مِن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرَ ركعات: ركعتين قبل الظُّهرِ، وركعتين بعدَها وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتينِ بعد العشاء في بيته، وركعتينِ قبلَ الصُّبح”.
أهمية صلاة الظهر في وقتها
يصلّي المسلم الظُّهر وهو على موعد تفاعلات مهمَّة في حياته:
- يهدئ نفسهُ بالصَّلاة إثر الارتفاع الأول لهرمون الادرينالين آخر الصَّباح .
- يهدئ نفسه من النَّاحية الجنسيَّة حيث يبلغ التستوستيرون قمَّته في الظُّهر .
- تطالب السَّاعة البيولوجية الجسم بزيادة الإمدادات من الطَّاقة إذا لم يقع تناول وجبة سريعة .
وبذلك تكون الصَّلاة عاملاً مهدئاً للتوتُّر الحاصل من الجوع .
كيفية أداء صلاة الظهر
سنتبين هنا كيفية أداء صلاة الظُّهر كما وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
- يجب على المسلم في البداية أن يراعي شروط وأركان صحَّة الصَّلاة والتي ستذكر في الخطوات العملية
لأداء صلاة الظُّهر . - من الشروط المطلوب توافرها فيمن يريد أداء فرض الظُّهر قبل أن يَشرعَ في صلاته أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً طاهراً من الحدثين الأصغر الذي يلزمه الوضوء كالبول، أو الغائط، أو الريح، والحدث الأكبر الذي يلزمه الغُسل كالجنابة، والحيض، والنفاس .
- يتوجَّه تلقاء القبلة بعد أن يقم في مكانٍ طاهر ويرتدي ثياباً طاهرة .
- أن ينوي بقلبه الصَّلاة جماعةً أو منفرداً، ويكتفي من النيَّة مجرَّد ثبوتها في القلب، ولا يشترط التلفُّظ بها على لسانه .
- أن يكبّر تكبيرة الاستفتاح معلناً دخوله في الصَّلاة- وهي ركن- وذلك بقوله:( الله أكبر) وسُميت هذه التكبيرة تكبيرةُ الإحرام لأنَّها تُحرِّم ماكان قبلها مباحاً كالأكل والشُّرب والكلام، وتتحقَّق تكبيرة الإحرام بأنْ يرفع المصلّي يديه حذو منكبيه أو أُذنيه .
- أن يضع كفّه اليمنى فوق كفّه اليسرى وموضعهما تحت السُّرة عند الحنفيَّة والحنابلة، وتحت الصَّدر فوق السُّرة عند الشّافعيَّة، أمّا عند المالكية فتصحُّ الصَّلاة إذا أرسل يديه ولم يضع إحداهما فوق الأخرى .
- يقرأ دعاء الثناء، وذلك عند الحنفيَّة والحنابلة، ونصُّه أن يقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، أو دعاء التوجّه عند الشَّافعيَّة، وصيغته:( وجّهت وجهي للذي فطر السَّموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنَ من المشركين، إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له ، وبذلك أُمرتُ وأنا من المسلمين) .
- يقرأ سورة الفاتحة مفتتحاً بالبسملة .
- يقرأ ما تيسَّر له من القرآن من سورٍ أو آيات أو آية منفردة .
- يُكبِّر للانتقال للركوع وينحني ببداية التكبير نازلاً للرُّكوع، ويُنهي انحناءه مع انتهاء التكبير للركوع.
- الاطمئنان حال القيام للركوع والسُّجود، ويقول أثناء ركوعه:( سبحان ربي العظيم وبحمده) ثلاث مرات.
- يرفع رأسهُ من الركوع قائلاً:( سمع الله لمن حمده)، ويقول المأموم عقب قول إمامه:( ربنا ولك الحمد).
- ينتقل من الركوع للسجود .
- يقول في سجوده:( سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثلاث مرات .
- بعد ذلك ينتقل من السُّجود للقيام بعد أن يأتي بسجدتين تامتين في كل ركعة ثمَّ يأتي بالرَّكعة الثَّانية على الحالة التي ذكرت سابقاً دون أن يقرأ دعاء الاستفتاح .
- يجب أن يجلس بين السَّجدتين مطمئناً مفترشاً رجله اليُسرى ويجلس عليها، واضعاً يديه على فخذيه .
- يجلس بعد الانتهاء من السجود الثَّاني في الرَّكعة الثانية ويقرأ التشهد الأوسط، وصيغتهُ هي :
( التّحياتُ لله، والصّلوات والطّيبات، السَّلامُ عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السَّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهدُ أنْ لا إله إلَّا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله) فيُحلِّق بالسّبابة عند قوله:( إلا الله) . - أنْ يقوم للركعة الثَّالثة ثمَّ الرابعة فيؤدِّي فيهما من الأعمال جميع ماقام بها في الرّكعتين الأولى والثَّانية حتى يَصلَ إلى الجلوس الأخير.
- يجلس للتشهُّد الأخير ويقول فيه كما قال في التشهّد الأوسط بعد الركعة الثَّانية، ويزيد الصَّلاة الإبراهيميَّة بقوله:( اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد،وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد) .
- الدُّعاء: ويُسنّ الدُّعاء بعد الانتهاء من الصَّلاة الإبراهيميّة بما شاء المصلّي من الدُّعاء ممّا فيه خيرَي الدنيا والآخرة، ويُستحب الدُّعاء بالمأثور ومنه ما ورد عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم قوله:( اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شرّ فتنة المسيح الدَّجال) .
- يُسلم عن اليمين ملتفتاً، ثمَّ عن الشِّمال ملتفتاً شمالاً ويقول في كلِّ تسليمة عن اليمين وعن الشِّمال:( السَّلام عليكم ورحمة الله) .