صور حرص النبي على أمته

اقرأ في هذا المقال


صور حرص النبي على أمته:

كانت سيرة رسول الله محمد صلَّى الله وسلم أعظم وأكبر طريق لمن كان يُريد التربية الصحيحة والسليمة للأمم إن كانوا أفراداً أو حتى جماعاتٍ، فيربي ويأسس هذه الأمم على قيم المحبِّة الإنسانية والرأفة والأحسان بين الناس، والتي تمثَّلت جميع هذه القيم في حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس كافة، وعلى أُمَّته بشكل خاص.

وكثيرًا ما كنّا نرى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يُعرِض ويتجنب عن عمل من الأعمال رغم أنّ هذا العمل مُقرَّب إلى قلب النّبي، ومحبَّب إلى نفسه، ولكنّه كان يفعل ذلك لخوفه الكبير أن يُفْرَض ذلك العمل على أُمَّته، فيعنتهم (وقع في شدَّةٍ أو إثم أو أمر شاقّ) ويشقّ عليهم، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ”.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُحَذِّر الأُمَّة ويجنبهم من الذنوب، وكان النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم يُوَضِّح خطر تلك الذنوب على كيان الأمّة وقوَّتها ايضاً مهما كانت الذنوب بسيطة في عين الشخص المسلم.

 عن الصحابي عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: “إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ”. وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب لَهُنَّ مَثَلاً: “كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاَةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا”.


شارك المقالة: