صور من نقاء حياة رسول الله

اقرأ في هذا المقال


صور من نقاء حياة رسول الله:

نظراً إلى سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلم العطرة والجميلة والرائعة نُدرك حينها نقاء حياة النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم وحِفْظ الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم.

ومن نقاء حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكمالها أنّ النّبي الكريم لم يَتَحَيَّن(اِنْتَظَرَ الفُرْصَةَ الْمُلاَئِمَةَ ) أو أنّه لم يستغل الفرص حتى يتعالى على قومه أو أتباعه، حيث كانت هناك العديد من الشواهدِ الكثيرة الدالة على ذلك الأمر، ومنها موقف النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم من كسوف الشمس حينما توفي ابنه إبراهيم.

فعن المغيرة بن شعبة أنّه قَالَ: “كَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت لموت إبراهيم. فقال رسول الله : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ “.

مثلُ ذلك الأمر أو ذلك القول والرد لا يصدر أبداً عن شخص كاذب أو دجال، فلو كان الرجل غير رسول الله صلّى الله عليه وسلم مِنْ مُدَّعِي النُّبُوَّة، لانتهز واستغل تلك الفرصة، وقال للناس: “انظروا إلى تلك الشمس قد حزنت لحزني وانكسفت”، ولكن حاشا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يفعل مثل ذلك، أو أن يقول مثل ذلك.

من نقاء حياة النّبي الكريم ووضوحها أيضًا هو حرص رسول الله صلّى الله عليه وسلم على بيان وإظهار بشريَّتِهِ وأنّه إنسان طبيعي، فما سيدنا محمد إلاَّ بشر مثلنا من ذرية سيدنا آدم، وُلِد النّبي الكريم من أبوين، فيأكل الطعام ويشرب الشراب ويَتَزَوَّج النساء، ويجوع أيضاً ويمرض، والنّبي الكريم يفرح مثلنا ويحزن، والمدهش أيضاً أن يأتي ذلك التأكيد والتبيان منه عليه الصلاة والسلام بل إنّه يُصِرُّ على ذلك.

ومن المواقف الدالة على ذلك هو موقف جرير بن عبد الله الذي قال:“أُتِيَ النبي برجل ترعد فرائصه ( فزِع، خاف خوفًا شديدًا)، فقال له النبي الكريم: “هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ فِي هَذِهِ الْبَطْحَاءِ” قال: ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي: “نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ”…سورة ق.

ومن أعظم وأكبر الأدلَّة والإثباتات على نقاء حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم هو عتابُ الله للنّبي الكريم، ونزول ذلك العتاب في القرآن الكريم؛ حتى يبقى ويظلَّ محفوظًا بين الناس بشكل دائم، وذلك العتاب يكشف ويظهر لنا كيف كانت حياة النبي محمد صلّى الله عليه وسلم واضحةً بشكل كبير، حتى عَلِمَ وعرف الجميعُ سِرَّه وعلانيته عليه الصلاة والسلام، فهل يكون ذلك الأمر لشخص دجال أو كذَّاب!

ومن الأمثلة على ذلك العتاب من الله سبحانه وتعالى هو قول سبحانه تعالى في حقِّ نَبِيِّنَا الكريم: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}…سورة عبس، وهذا أن عبد الله بن أم مكتوم جاء إلى النّبيَّ يستهديه، لكن النّبي الكريم أعرض عنه؛ لانشغال النّبي بدعوة سادات وزعماء قريش، فنزل عتاب الله جَلَّ وعلا لنَبِيِّه محمد صلّى الله عليه وسلم، فكان قرآن الكريم يُتْلَى إلى يوم يبعثون، وقد تكرر ذلك العتاب من الله جلَّ وعلا في أكثر من موقف من مواقف حياة النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم.

هكذا كان سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم واضحًا بشكل كبير، وكان في غاية النقاء؛ فكانت رسالته خاتمة لكل الرسالات.


شارك المقالة: