صوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
إنّ لكل شخص منا قدوة في حياته، ونحن كمسلمين قدوتنا في حياتنا هو الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، لأنّ الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام اتصف بكل الصفات الصحيحة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، فالرسول محمد هو المنهج الصحيح في كل شئ، وأن كل ما كان يقوم به النبي هو صحيح لا محاله، فيجب علينا أن نقتدي بكل ما كان يقوم به الرسول محمد.
ومن الأعمال التي يجب علينا أن نتعلمها منه هي طريقة صوم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الصيام هو أحد أركان الإسلام وهو فريضة تكون في شهر رمضان ويكون مباحاً في غيره من غير فرض، وصيام رمضان له أجر كبير، فقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : ” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ” . متفق عليه .
وقال عليه الصلاة والسلام : ” من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر “ . رواه مسلم ، وقد حيثنا النبي على صيام ثلاثة أيام من كل شهر فقد قال عليه الصلاة والسلام : ” ثلاث من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان ، فهذا صيام الدهر كله ، صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، والسنة التي بعده ، وصيام ( يوم عاشوراء) أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله “ . رواه مسلم ، وقد روي في صحيح مسلم أنَّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال : “لئن بقيت إلى قابل لأصوم التاسع”.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين ويوم الخميس، فقال عليه الصلاة والسلام :” يومان تعرض فيها الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ” ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى. متفق عليه، وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا يتكمل صيام شهل كامل إلا صيام شهر رمضان فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان” . رواه البخاري ومسلم عن عائشة.
لقد كان أهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعرفون كيفية صيام النبي من إفطاره، فقد روي عن “قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ قَالَتْ: وَمَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ”.
وعَنْ الصحابي الجليل أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنها، “أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يُفْطِرَ مِنْهُ، وَيُفْطِرُ مِنْهُ حَتَّى نَرَى أَنْ لا يُرِيدَ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ شَيْئًا وَكُنْتَ لا تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلا رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا، وَلا نَائِمًا إِلا رَأَيْتَهُ نَائِمًا”.