إبراهيم عليه السلام وطريقة إحسانه إلى الناس

اقرأ في هذا المقال


إبراهيم عليه السلام وطريقة إحسانه للناس:

لقد وصف إبراهيم عليه السلامُ بالإحسان، وهي مرتبة أعلى من الإسلام والإيمان، وما كان له ذلك إلا لفوزه بالاختبار الذي وضع فيه ولا سيما ذبح ولده، وقد وردت لفظة الإحسان مع إبراهيم عليه السلام في ثلاث آيات من كتاب الله كما قال في كتابه الحكيم: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ” الأنعام:84. وقوله تعالى: “قد صدقتِ الرؤيا إنّا كذلك نجزي المُحسنين” الصافات:105. وأيضاً قوله تعالى: “كذلك نجزي المُحسنين” الصافات:110. ففي الآيات بيان لما جزاه الله به من الإحسان؛ لأن الله اختارهلبلاءٍ عظيم هو ذبح ولده، وهو مع ذلك كله خضع واستنسلم لأمر الله، فكان الجزاء الإحسان، وذلك بتوجيه قلبه وولده ورفعهما إلى مستوى الوفاء.
وبعد ما تتبعنا في قصة إبراهيم عليه السلام إلى الإسلام والإيمان والإحسان فإننا نلاحظ هناك عدة أمور ومن أهما ما يلي:

  • أنّ إبراهيم عليه السلام وصف بالمراتب الثلاث وهي الإسلام والإيمان والإحسان، فوصفه بالإسلام كما في قوله تعالى: “ولكنّ كان حنيفاً مسلماً”. ووصفه بالإيمان في قوله تعالى: “قالَ أولم تؤمن قالَ بلى” وأما الإحسان فكما قال عنه تعالى: “كَذلِكَ نجزي المحسنين”.
  • معنى الإسلام في بعض الآيات المتعلقة بقصة إبراهيم عليه السلام يفوق معنى الإيمان، كما في قوله تعالى: “إذ قال له ربه أسلم قال أسلمتُ لربّ العالمين” البقرة:131. فإبراهيم عليه السلام استسلم لله في كل ما قضى وقدر، بل إن إبراهيم عليه السلام كان قمة في استسلامه لله فقد سلم نفسهُ، وولده قرباناً لله، وسلم قلبه لله رب العالمين، فكانت صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين.
  • إثبات أن الإيمان يزيد ويُنقص، وأن رؤية الخوارق الإلهية تزيد الإيمان، ويظهر ذلك في طلب إبراهيم عليه السلام من ربه إحياء الموتى طلباً لزيادة الإيمان، وليس شكاً في قدرته عزّ وجل وططلب إبراهيم عليه السلام كان لزيادة إيمانه لا لنقص طرأ عليه، ودليله، “ولكن ليطمئن قلبي” وحينما حصل له ذلك وبعد أن قام بالتجرية العلمية المشاهدة ازداد يقيناً واطمأن قلبه، وأيقن أن الله عزيز حكيم، وأنه على كل شيءٍ قدير.
  • وجود بعض آيات انفردت بلفظة الاسلام وآيات أخرى انفردت بلفظة الإيمان، وثالثة جمعت بين اللفظين في نفس الموضع، فهذا يؤكد أن الإسلام والإيمان بمعنى واحد إذا انفردنا ويختلفا إذا اجتمعا، وهو القول الثالث من أقوال العلماء، وذلك ملاحظٌ في الآيات عند تتبعها كما لفظة الإسلام في قوله تعالى: “ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين” آل عمران:67. ففيه بيان صفة من صفاته عليه السلام وهي الإسلام الذي هو خليل الله، وفي الإيمان قوله تعالى: “قالَ أولم تؤمن قال بلى” إثبات الإيمان في قلب إبراهيم عليه السلام، وهذا يعني ضمناً إسلامه أي استسلامه، فلا يعقل أن يكون مؤمناً وليس مُسلماً مسلّماً أمره لله.

شارك المقالة: